إيهاب عطا
“هل حقا يمكنني أن أحصل على فرصة عمل مناسبة في مؤسسة إعلامية عالمية أو ما يوصف بالاعلام العالمي، مثل بي بي سي أو سي إن إن أو رويتررز وغيرها”، هذا السؤال أو لنقل “الحلم “يراود آلاف الصحفيين والعاملين في مجال الاعلام بمختلف أنواعه ووظائفه، ولا يجدون له إجابة وربما انتابتهم مشاعر اليأس من تحققه، فحلم العالمية مهما كانت أدوات الصحفي التي يمتلكها والخبرات التي اكتسبها خلال مسيرته الصحفية ليس بسهل المنال والتحقيق، في ظل تطور متسارع للمهنة ودخول أدوات ومهارات جديدة للمجال الصحفي، لكن رغم ذلك فتحقيق هذا الحلم ليس بالمستحيل، فقط يحتاج أدوات وخطة عمل يتحرك الصحفي على هديها.
يجب على أي صحفي يرغب في تجاوز نطاق المحلية والعمل في مؤسسة إعلامية عالمية أن يمتلك عدة أدوات ويسير وفق خطة موضوعة مسبقا يضعها نصب عينيه يسعى لتحقيق مراحلها تباعا، ما يختصر عليه الوقت والمسافات ويمكنه من تحقيق هدفه مباشرة.
** الأدوات اللازمة للعمل في المؤسسات العالمية
- اللغة.
- ان تتحول من صحفي إلى producer.
- العضوية في النقابات أو الكيانات الموازية.
- اشتراك في اهم مواقع التوظيف.
- تكوين شبكة علاقات قوية.
اللغة
يجب النظر إلى عامل اللغة كواحدة من أهم الأدوات التي تزيد من فرص قبولك للعمل في أي مؤسسة عالمية، ففي أغلب الأحوال تكون تلك المؤسسة أجنبية والعاملين فيها يتحدثون لغة أخرى قد تكون الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية أو غيرها من اللغات، وقد تكون الفرصة المتاحة للعمل في الإصدار الناطق بتلك اللغة، فلن يمكنك الاندماج في مؤسسة صحفية أو إعلامية أجنبية دون أن تجيد اللغة التي يتحدث بها فريق العمل فيما بينهم، وقد يمكنك التغلب على هذه العقبة في البداية إذا كنت تجيد اللغة الإنجليزية، لأنه من المرجح أن يتحدث معظم العاملين في تلك المؤسسات العالمية اللغة الإنجليزية باعتبارها اللغة الأولى والأكثر انتشارا عالميا، وبحسب المؤسسة التي ترغب في العمل فيها يجب أن تتعلم لغتها فمثلا دويتشه فيلا الألمانية ستحتاج منك تعلم اللغة الألمانية، وكذلك فرانس برس فرنسية يلزم لها تعلم اللغة الفرنسية، حتى وان كنت ستمارس عملك كمراسل في بلد عربي يتحدث اللغة العربية.
التحول من الصحفي إلى الـ producer
عليك وأنت تتابع التطورات الكبيرة والمتسارعة في عالم الصحافة والاعلام أن تدرك أن الوصف الوظيفي للصحفي وإن كان مازال مستخدما لكنه أصبح قديما إلى حد ما، وأن مهامه الوظيفية تطورت واتخذت شكلا جديدا حوّله إلى ما أصبح متعارف عليه باسم “producer” وهو الصحفي الذي يمكنه التعامل مع التقنيات الحديثة التي دخلت إلى عالم الإعلام مثل الكمبيوتر المحمول والكاميرات الاحترافية التي تلتقط الصور والفيديوهات معا، وكذلك برامج الفوتوشوب والمونتاج، لتختصر الوقت والجهد وتساعد جهة عملك المستقبلية في توفير التكاليف والمرتبات وكذلك تختصر الوقت والجهد، فهو يريدونك أن ترسل الخبر مرفقا به صورته أو الفيديو الذي يوثقه محررا وممنتجا، وترفعه بنفسك على الموقع بنفسك، بل ويتوقع منك قدرتك على تنفيذ الانفوجراف الصحفي أو الفيديو جراف، وهذا يعتبر من أهم التحديات أمام أي صحفي في السنوات الأخيرة ليطور نفسه بنفسه.
العضوية في النقابات أو الكيانات الموازية
قد يكون الانضمام إلى نقابة الصحفيين أو الإعلاميين في بلدك أمر صعب إلى حد ما لكن عليك أن تضعه نصب عينيك طيلة الوقت وأنت تحلم بالعمل أو الانتقال للعمل في مؤسسة عالمية عابرة للقارات، فأن تقدم نفسك أو ترسل سيرتك الذاتية لإدارة الموارد البشرية في تلك المؤسسة وهي تتضمن عضويتك في نقابة الصحفيين في موطنك شيء مهم ومفيد جدا ويرفع من أسهمك ويزيد من فرصة قبولك من بين منافسين متوقعين قد يصل عددهم مئات، وفي حال لم تكن عضوا في أي من تلك النقابات فعليك أن تسعى للانضمام إلى أحد الكيانات الموازية سواء في بلدك أو خارجها مثل شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وغيرها.
اشتراك في اهم مواقع التوظيف
لم يعد الاشتراك في مواقع التوظيف شيء اختياري يمكنك التغاضي عنه أو القيام به، هذا إذا كنت مصمما على الانتقال من المحلية إلى العالمية، لكن بالطبع ليست أي مواقع توظيف، فتلك المواقع من نوعية Linked In على سبيل المثال ستكون مفيدة جدا لأنه من أهم مواقع التوظيف الحقيقية والمؤثرة في مجال التوظيف وإليها ينضم رؤساء وأصحاب الشركات ومختصين الموارد البشرية الذين ينتقون من بين أعضائه الأفضل والأنسب للعمل في شركاتهم، وكل ما عليك هو أن تنشئ حسابا عليه وتكون متفاعلا مع الأعضاء وتحاول اكتساب معارف وصداقات مميزة عليه من أجل العمل وتبادل الخبرات وربما كان أحد سببا في اختيارك للعمل المرتقب.
تكوين شبكة علاقات قوية
أثبتت أحد الدراسات التي قام بها موقع لينكد إن للتوظيف ،أن حوالي 85% من الذين تم توظيفهم وشاركوا في الدراسة كانت شبكة علاقاتهم القوية سببا رئيسا في تزكيتهم واختيارهم للعمل في شركات كبيرة ومواقع وظيفية مرموقة، وهو ما يعني أن خبرتك ومهاراتك وحدها لم تعد كافية للتسويق لك وأن هناك أدوات جديدة تساعدك عند التقدم للوظائف، فأن يزكيك أو يقبلك مسؤل في إحدى الشركات سيختصر عليك مشوار طويل لأنك ستصل إلى مرحلة الانترفيو وانت قد حصلت على 50% من الدرجة، وعليك أن تحصل على الباقي بنفسك من خلال سيرة ذاتية قوية بخبرات طويلة ومهارات ومميزات منافسة، وتدرب نفسك على اجتياز الانترفيو بنجاح.
** خطة مرحلية تؤهلك للعمل في المؤسسات العالمية
عندما تضع خطة محددة وواضحة المعالم فهذا معناه أنك حددت هدفك مسبقا وتريد أن تسخر كل جهدك لتحقيق هذا الهدف دون تشتت أو تضييع وقت أو جهد، وإليك 5 مراحل يمكنك العمل عليها منذ تلك اللحظة التي تقرر فيها السعي للعمل أو الانتقال إلى وظيفة في مؤسسة إعلامية عالمية.
- تكوين خبرة مناسبة تزيد من فرصة قبولك.
- التخصص في أقسام أو ملفات مميزة.
- متابعة دائمة للمؤسسات التي ترغب في الانضمام إليها.
- التدريب على اللغة الإنجليزية أو اللغة المستخدمة في المؤسسة الإعلامية.
- التواصل مع العاملين في تلك المؤسسات الإعلامية وخاصة في قسم الموارد البشرية.
تكوين الخبرة
يلزمك وأنت تحلم بالعمل في مؤسسة عالمية أن تسأل نفسك ما إذا كانت خبرتك التي اكتسبتها في مشوارك الصحفي والمهني كافية للمنافسة على تلك الوظيفة ضمن مئات أخرين من المنافسين المتوقعين، أم لا؟
ضع نفسك مكان موظف أو مدير الموارد البشرية الذي سيطلع على سيرتك الذاتية، هل سيقبلك ويرفض أخرين قد يكون لهم خبرة أطول في نفس المجال، وربما تكون خبرة متنوعة، بالإضافة إلى مميزات أكثر وأكثر قد يتمتعون بها؟ إذا كانت إجابتك هي أنك تملك خبرة كافية لدخول المنافسة فلتقدم على الفور وإذا لم تكن تملكها فعليك الانتظار بعض الوقت حتى تطور من نفسك وتكتسب خبرات أكبر.
التخصص المتميز
بالتأكيد ليس معنى كلامي أن تختار تخصصا متميزا أو ملفا قويا تعمل عليه وتتخصص فيه ليزيد من فرص فوزك بالوظيفة “الحلم” أن تتخلى عن تخصصك الحالي وأن تختار تخصص جديد وتبدأ فيه من الصفر؟ بالطبع لا، ولكن طيلة الوقت نبحث عن مواطن القوة التي تزيد من فرص القبول عند التقديم لوظيفة جديدة، فأنت تعمل في تخصص لكن بالتأكيد غيرك مئات بل آلاف يعملون فيه، فكيف تتميز عنهم، يجب أن يكون لك أداء مميز ليتم اختيارك، وهذا الاختيار سيكون أسهل إذا كنت متخصصا في ملف أو نوع معين من القضايا في ذلك القسم، كأن تخترق عالم التحقيقات الاستقصائية إذا كنت في قسم التحقيقات على سيبل الثمال أو تهتم بملف الأقليات إذا كنت تغطي منظمات المجتمع المدي على سبيل المثال.
المتابعة المستمرة لمؤسسة حلمك
إذا كنت بالفعل وضعت عينك على مؤسسة وتحلم بالانضمام إليها والتقدم للعمل فيها عليك أن تتابعها بمزيد من الاهتمام بشكل مستمر لتفيهم سياساتها التحريرية وغير ذلك من شؤنها الخاصة، كي لا تشعر بالغربة أو الصدمة إذا طرح مسؤول التوظيف فيها عليك سؤالا خلال المقابلة، لماذا تريد العمل معنا ولماذا اخترتنا بالتحديد؟
التدريب على اللغة الإنجليزية أو اللغة المستخدمة في المؤسسة
أضاع كثير من الصحفيين وقتا طويلا من عمرهم حتى أدركوا أن لغتهم الأم ليست كافية للانفتاح على دنيا الصحافة من حولهم، ولن تمكنهم من التواصل مع فريق العمل في المؤسسات العالمية في حال راودهم الحلم بالانتقال للعمل فيها، لذلك عليك من الان أن تعيد حسابات وتخطط لدراسة لغة أجنبية واحدة على الأقل هي الإنجليزية، وربما وجب عليك تعلم لغة أخرة كالفرنسية أو الألمانية إذا كانت لغة المؤسسة التي تحلم بالعمل فيها، فأول خطوة في طريقك إليها سيكون من خلال مقابلة ستتم باستخدام تلك اللغة فكيف ستقنعهم بنفسك إذا لم تكن قادر على التواصل معهم بشكل جيد وتوصيل أفكارهم لهم بشكل صحيح.
التواصل مع العاملين في المؤسسات الإعلامية وخاصة قسم الموارد البشرية
تعتبر أخر خطوة أو مرحلة في هذه الخطة المقترحة هي الأهم والتي تتوج ما سبقها من جهد ومراحل، وهي الشروع في التواصل مع بعض العاملين في تلك المؤسسة، سواء في الموارد البشرية أو زملاء صحفيين أو اعلاميين يعملون فيها أو ربما تتمكن من التواصل مع رئيس مجلس الإدارة أو أحد المسؤولين التنفيذيين فيها، وهنا يأتي دور كيفية التواصل لكسب احترام وثقة هذا العضو في المؤسسة، فعليك ان تلتزم الصيغة الرسمية في الحديث إليه، وإظهار تقديرك له وللمؤسسة والدور الذي تقوم به في مجال الاعلام، ومكانتها التي يجعلها هدف لكل الصحفيين للانضمام إليها، وبحسب تطور الحديث تأتي خطوة السؤال عن فرصة عمل في المؤسسة، وما إذا كان من الممكن أن يساعدك في عملية التوظيف أو لا؟