مجاهد حسين نعناع/ خاص للشبكة
يوماً تلو الآخر يثبت الإعلام الجديد بكل أصنافه أهميَّته وأثره القوي في إيصال الأحداث ونقلها على وجه السرعة ومخاطبة الشعوب دون أي حدود أو صعوبات تذكر.. ومن أهم هذه الأصناف “صحافة الموبايل”.
البداية الأولى لصحافة الموبايل كانت عام 2005م في الصحافة الإخبارية بفورت مايرز “فلوريدا”، حيث شاع استخدام مصطلح MOJO وهو اختصار لـ MOBILE JOURNALISM، وهذا المصطلح يستخدم حالياً في سلسلة صحف جانيت في الولايات المتحدة.
وخلال العقد الماضي، أسهمت ثورات الشعوب في المنطقة العربية وجائحة كورونا والقيود التي صاحبتها؛ في زيادة انتشار هذ النوع من الصحافة، حيث كان لكاميرا الهاتف أثر قوي في إيصال الصورة والحدث، وهو ما عجزت عنه كاميرات المحطات والقنوات الإخبارية الكبرى.
صحافة الموبايل وأطوارها
في حديث لـ “شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال إفريقيا” استضافت فيه الصحفي والأستاذ المحاضر في صحافة الموبايل بالمدرسة العليا للصحافة في باريس، فراس اللباد، يقول اللباد: “صحافة الموبايل أو الهاتف المحمول هي تقنية ونوع جديد من أنواع الصحافة، حيث أصبحت متوفرة لدى الجميع، فمن خلالها يستطيع الشخص توثيق ما يدور حوله من أحداث وتفاصيل، إلى جانب توفيرها فرص عمل ضمن النتاج الصحفي، سواء كان مرئياً أو مسموعاً أو فوتوغرافياً”.
ويضيف: “مرت صحافة الموبايل بأطوار مختلفة، أهمها: بداية إيجاد الرسائل النصية وتبادلها بين الناس إخبار بعضهم بما يحدث، وانتشار الإنترنت ما حوَّل العالم إلى قرية صغيرة دون أي حدود تذكر، وتطوّر كاميرا الهاتف من ناحية الدقة العدد البيكسل، وتوفر التقنيات المهمة المساعدة”.
لماذا نعتمد على صحافة الهاتف المحمول؟
يوضح اللباد أن هناك الكثير من الخصائص والأسباب التي جعلت العاملين في المجال الصحفي، أفراداً ومؤسسات، يعتمدون في عملهم وبثهم على صحافة الموبايل، أبرزها: السرعة، وتوفير المال، واختصار الكوادر، وتقليل المعدّات، وصعوبة الملاحقة، والقرب من الحدث، والمونتاج، والموافقات الأمنية.
المطلوب في صحافة الموبايل
وهنا يذكر عدداً من المعدات التي لا بد من توافرها قبل البدء بأي عمل صحفي عبر الموبايل، لإنجاز ما يُراد إنجازه بالشكل الأمثل وبجودة عالية ومناسبة للعرض على شاشة التلفزيون، “منها:
– المقبض: وهو عبارة عن حامل للهاتف كعصاة السلفي التي نعرفها جميعاً.
– الترايبود: وهو حامل ثلاثي صغير خفيف الوزن مانع للاهتزاز يتم تثبيت الهاتف عليه.
– الميكرفون: هناك العديد من أنواع الميكروفونات والماركات الخاصة بالهاتف المحمول يمكن الحصول عليها من المتاجر الخاصة، وفي حال عدم توفر الميكرفون يمكن استخدام سماعات الأذن.
– الشاحن والبطارية: يجب الاحتفاظ دائماً بشاحن خارجي أو بطارية أو توفير الباور بانك للضرورة.
– الذاكرة: يجب أن يكون مع الصحفي في هاتفه ذاكرة كافية من أجل حفظ التسجيلات المصورة، وفي حال عدم توافر الذاكرة الكافية، يتم تخصيص شرائح خاصة للتصوير، أو استخدام نظام السحابة الإلكترونية أو الفلاشات الخارجية.
– الإضاءة: وهو أمر مهم جداً وفي الآونة الأخيرة توافرت العديد من الأنواع والأشكال المتميّزة وسهلة الاستخدام والحمل والتركيب.
– العدسات: وهي مجموعة من العدسات الخارجية التي يتم تركيبها على كاميرا الهاتف الأساسية للحصول على جودة عالية.
– القفص اليدوي: وهو عبارة عن شكل مستطيل يمسك بكلا اليدين وفيه مكان مخصص لوضع الإضاءة والهاتف والميكرفون ليساعد على الاتزان أخذ اللقطات الثابتة.
– الإسفنج أو الفوم: يوضع على رأس الميكرفون والهدف منه حجب الرياح والضوضاء للحصول على نقاوة عالية للتسجيل الخارجي.
– الكَمبل: وهو حامل للهاتف ومانع للاهتزاز يستخدم للتصوير ثلاثي المحاور، ويمكن طيّه وإمكانية التحكم به بيد واحدة لخفّة وزنه.
– الكَرين: عبارة عن حامل للهاتف بشكل طولي يوضع عليه الهاتف ويتم تحريكه بشكل منزلق للحصول على ثبات الحركة واللقطات”.
ماذا يجب على الصحفي عمله قبيل التصوير
وفي الختام، يقدِّم المحاضر في صحافة الموبايل بالمدرسة العليا للصحافة في باريس، العديد من النصائح عند البدء بعملية التصوير التي لا بد من الانتباه إليها، هي:
– مسح الكاميرا بقطعة من القماش الناعم.
– عمل اختبار تجريبي بسيط للكاميرا.
– الإلمام التام بالمعدات الواجب العمل بها.
– الاتزان أثناء التصوير.
– التأكد المستمر من الصوت عبر وضع سماعات.
– الإضاءة المناسبة، سواء كانت خارجية أو داخلية.
– اتباع أسلوب التصوير المصغر من 20 إلى 50 ثانية لكل مقطع من أجل تسهيل عملية الإرسال السريع.
– ضبط إعدادات الكاميرا قبل عملية التصوير ومتابعتها بشكل مستمر.
– استخدام الزوم من خلال عدسات خاصة.
– في حال أخذ مقاطع عامة يستخدم حامل ثلاثي للحفاظ على الثبات.
إلى جانب نصائح عدة قبل البدء بالعمل ككل، وهي:
– البحث عن القصة والتخطيط بشكل جيد.
– الالتزام بأخلاقيات العمل الصحفي.
– أخذ الموافقات من قبل الحالات التي يجب العمل معها من أجل حقوق النشر والحقوق القانونية.
– معرفة قوانين البلد الذي تعمل فيه.
– حمل كل ما يدل على أنك صحفي (بطاقة – تصريح – مهمة).
– تحديد أماكن التصوير قبل البدء.
– تفقّد المعدات.
– كتابة السكريبت بشكل مفصل ووضع كل التوقعات.
– تحديد المنصة التي ستنشر العمل بعد الانتهاء.
– اختيار المقاس المناسب لكادر التصوير من أجل عملية النشر عبر الوسائل المتاحة.
– الابتعاد عن الحركات العشوائية.
– وأخيراً، لا تنسَ الورقة والقلم.. سجّل ملاحظاتك دائماً لأنها ستساعدك في عملك بعد الانتهاء.
يُذكر أن فراس اللباد أصدر مؤخراً دليلاً لصحافة الموبايل، يقول عنه إنه ضمَّ “تعريفات حاولت تقديمها بشكل عملي وبأسلوب سهل وواضح بعيد عن التعقيد والتكلف، إضافة إلى الرؤية المستقبلية لهذه الصحافة، ومهرجاناتها، وأماكن تدريسها بشكل أكاديمي ومنتظم”.. كما تضمَّن الدليل عدداً من النصائح والمبادئ التي يجب توافرها والالتزام بها من قبل الصحفي الممارس لصحافة الموبايل، إلى جانب عدد من الترشيحات لتطبيقات خاصة بتسجيل وتحرير الصوت، وتطبيقات خاصة بتحرير الفيديوهات ومشاركتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي مفيدة في العمل الصحفي.