لونجيلو إندلوفو
تلجأ المؤسسات الإعلامية للنشرات الإخبارية الإلكترونية كوسيلة شائعة لنشر محتواها وإشراك جماهيرها وتوسيع جهودها لتحقيق الدخل. ولكن إطلاق هذه النشرات وإدارتها ليس أمرًا سهلًا، ولا سيما أثناء الأزمات.
وفي فعالية أقامها مؤخرًا المركز الدولي للصحفيين (ICFJ) ضمن منتدى تغطية الأزمات العالمية، أجرى بول أديبوجو، مدير المجتمع لدى المركز، حديثًا مع الصحفي الاستقصائي النيجيري الحائز على جوائز ديفيد هوندين. وقد دار النقاش حول West Africa Weekly، وهي نشرة إخبارية أسبوعية أطلقها هوندين من المهجر، إذ كان قد فرّ من نيجيريا بعد تهديد المسؤولين الحكوميين له بسبب تحقيقه الاستقصائي حول سوء معاملة موظفي البنك المتحد لأفريقيا (UBA) ومجموعة دانجوت (Dangote Group).
وفي هذا السياق، قال الصحفي إنّه لم يُطلق النشرة الإخبارية فعليًا حتى العام الماضي، “إذ كنت في المهجر، وهي في حد ذاتها عملية معقدة، فقد كنت أحاول الاستقرار والتأقلم في بلد أجنبي”.
ومنذ إطلاقها في يونيو/حزيران 2021، تُلقي نشرة West Africa Weekly نظرة متعمقة على القضايا المُلحة التي لا تحظى بالتغطية الكافية في غرب أفريقيا، بما في ذلك أصول الإرهاب وسياقه في نيجيريا.
وقد قدّم هوندين النصائح للصحفيين حول كيفية إشراك القُراء من خلال إطلاق النشرات الإخبارية الخاصة بهم، بالإضافة إلى جذب المشتركين والاستخدام الأمثل لمنصات التواصل الاجتماعي من أجل نشر محتواهم.
تحديد احتياجات الجمهور
تصل نشرة West Africa Weekly إلى أكثر من 100,000 مشترك في جميع أنحاء العالم، حسبما أفاد موقعها الإلكتروني. وقد جذبت هذا العدد من المتابعين من خلال تحديد ما يخدم قُراءها بأفضل شكل.
وفي هذا الصدد، لفت هوندين إلى أنّه “عند إطلاق نشرة أخبار جديدة، أهم ما عليك فعله هو تحديد احتياجات الجمهور التي لا تُلبى في أي مكان آخر، وقد كان هذا أهم اعتباراتي عندما أطلقت West Africa Weekly”. وأضاف أنّ “عليك تحديد جمهورك وعدد مرّات النشر التي تهدف إليها”.
بناء قاعدة القُراء
اختار هوندين تركيز محتوى نشرته على الصحافة الاستقصائية، وقال إنّه قرر عدم نشر مقالات الرأي، بل فضّل “العمل على التحقيقات الاستقصائية المؤثرة وكتابتها بشكل جذاب وحديث لإشراك الجمهور”. وأوضح قائلًا: “عندما بدأت في كتابة مقالاتي بهذا الشكل، نجحت النشرة الإخبارية وجذبت المزيد من القُراء. فأنا استخدم أسلوبًا عفويًا وأضيف عناصر غير تقليدية، مثل ’الميمز‘، وهو ما لا نراه عادةً في الأخبار التقليدية”.
وأضاف هوندين أنّ نشرته جذبت 4,000 مشترك إضافي بعد نشره تقريرًا حول أصل حركة “بوكو حرام” الإرهابية وبداياتها.
وأوضح أنّه اضطر إلى “التعمّق في هوية حركة ’بوكو حرام‘ أكثر من أي شخص آخر، محللًا أصولهم إلى ما هو أبعد من قصص الغلاف الأخر”، وقام بتتبع جذور الحركة وصولًا إلى خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وأضاف أنّ “أغلب الناس لم يكونوا قد سمعوا من قبل عن كيفية نشوء حركة ’بوكو حرام‘ ونموها. ولكنهم حصلوا على هذه المعلومات من خلال نشرتي الإخبارية، وقد كتبت القصة بأسلوب جذّاب للقُراء”.
إعطاء الأولوية للمحتوى لجذب المشتركين
قبل أن يطلق مبادرته، اعتاد هوندين أن يرسل النشرات الإخبارية التابعة لشركات العلاقات العامة في نيجيريا، مثل شركة بلاك هاوس ميديا. وقد استغل هذه الخبرة لإطلاق النشرة الخاصة به، واصفًا التجربة بأنّها كانت “مدخله إلى عالم النشرات الإخبارية الأسبوعية أو اليومية”. وأوضح أنّ في ذلك الوقت، “لم أكن أراها كمنصة صحفية، بل اعتبرتها وسيلة مفيدة لنقل المعلومات بشكل مختصر عبر قائمة توزيع طويلة”.
وقال هوندين إنّه يستخدم منصة Substack لإعداد نشرته، مضيفًا أنّه يعتبر MailChimp وRevue خيارين جيدين أيضًا للصحفيين وغرف الأخبار.
وعلاوة على ذلك، أكّد الصحفي على أهمية المحتوى القوي عند محاولة تحقيق الدخل عبر النشرة الإخبارية، قائلًا إنّه “إذا أعجب عملك الناس بما يكفي، فسوف يشتركون في الخدمة، وهكذا يمكنك تحقيق الدخل عبر الاشتراكات”.
ونصح هوندين الصحفيين بالانتباه إلى الفروق بين الأسواق في مختلف أنحاء العالم عند إعداد استراتيجية الاشتراك في النشرة الإخبارية، قائلًا إنّه اكتشف أنّ “ما قد ينجح في أوروبا أو أميركا الشمالية قد لا ينجح بالضرورة في غرب أفريقيا بسبب الفقر. لذا لا يعتبر تحقيق الدخل بهذه السهولة”.
IJNet