ناتاشا تاينز
مع كل يوم جديد، تظهر أداة جديدة، إذ نسمع يوميًا عن أحدث التطبيقات والأدوات والمنصات. وإذا كنت تتابع أحدث اتجاهات التكنولوجيا مثلي، فقد تشعر بالإرهاق من كل ذلك.
أما أنا فأستخدم العديد من الأدوات لتعزيز الإنتاجية وتقليل الاحتكاك عند إنتاج المحتوى.
عندما تكون صحفيًا عاملاً، هل ينبغي أن تجرّب هذه الأدوات؟ هل ستساعدك في كتابة القصص بشكل أفضل؟ أم أنك ستضيع وقتك في محاولة استكشافها؟ ولعلّها أيضًا تشكل خطرًا أمنيًا؟
هذه هي تساؤلاتي عند استخدام الأدوات الرقمية، ولكنني ما زلت أؤمن بأن فوائدها أكبر من مخاطرها المحتملة.
وإليكم قائمة ببعض الأدوات التي جعلتني كاتبًا ومؤلفًا وراوئيًا أفضل:
- تطبيق Grammarly: أعتبره أداتي المفضلة، لأنني أُفضل تسليم أعمالي بلا أخطاء لإرضاء المحررين. فدائمًا ما يكشف التطبيق أخطائي الإملائية والنحوية التي أسهى عنها، كما يقترح بدائل لجعل الجُمل أسهل في قراءتها. يمكنك استخدام النسخة المجانية، ولكنني أنصح باستخدام النسخة المدفوعة من أجل تنسيق أفضل لجميع المنصات المختلفة.
- أستخدم تطبيق Drafts لصياغة مسوداتي قبل نشرها عبر الإنترنت. وأكثر ما يعجبني فيه أنّه ينسق بين جميع أجهزة “آبل” الخاصة بي. وأستخدم النسخة المجانية لأنها كافية بالنسبة لي.
- أستخدم تطبيق Apple Notes عبر هاتف “آيفون” لتسجيل أفكاري، حيث يمكنني فتح ملفات جديدة وتسجيل أفكاري بمجرد أن تخطر في بالي وقبل أن أنساها. ويتوفّر هذا التطبيق في كل أجهزة آبل.
- تعتبر Airtable أداة للتنظيم أكثر منها للكتابة، ولكنها تساعدني في تنظيم محتوى التواصل الاجتماعي الخاص بي وضمان وجود ما أنشره يوميًا. وأنا أستخدم النسخة المجانية.
- أستخدم تطبيق Readwise لحفظ سلسلة تغريدات “تويتر” ومقتطفات من الكتب عبر جهاز كيندل والتي أنوي اقتباسها لاحقًا في كتاباتي. وأستفيد من النسخة المدفوعة من أجل تنسيق أفضل لجميع أجهزتي الخاصة بمتابعة المحتوى الإعلامي.
- استخدمت تطبيق Scrivener لكتابة روايتي الثانية، وكان رائعًا. فقد ساعدني في تنظيم فصول الرواية وحفظ المواصفات البدنية للشخصيات وتبسيط عملية البحث. ويُعد التطبيق مفيدًا أيضًا للصحفيين والكُتاب الذين يعملون على كتب واقعية، وهو أداة مدفوعة.
- تتيح أداة Happy Scribe تسجيل المذكرات الصوتية كتابةً، لا سيما إذا كنت تتلقى الإجابات من مصادرك عبر واتسآب – وهو تطبيق آخر يستخدمه الصحفيون اليوم بشكل مكثف. وهي أداة مدفوعة.
- يمكنك استخدام أداة Otter لتسجيل أفكارك أثناء الحركة، وسوف يتم نسخها إلى نص مكتوب. وهي أداة سهلة الاستخدام وفعّالة للغاية. وقد بدأت باستخدام النسخة المجانية ثم انتقلت إلى النسخة المدفوعة.
تعزيز الإنتاجية أم مصدر للإلهاء؟
بينما يشيد البعض مثلي بفوائد هذه الأدوات، يشكّك البعض الآخر بها. في هذا السياق، قالت جاكي سبينر، أستاذة الصحافة بكلية كولومبيا في شيكاجو، إنّها تستخدم بعض الأدوات الرقمية في كتابة قصصها، ولكن “التكنولوجيا قد تفشل”، وبعض هذه الأدوات “قد تبطئ عملك وأنت تحاول التسليم قبل الموعد النهائي”.
وأعربت في حديثها إلى شبكة الصحفيين الدوليين عن إعجابها بتوفّر مثل هذه الأدوات، قائلةً: “أعتقد أن العديد منها قد يبسط من مهام العمل، وخاصة فيما يتعلق بالمقالات الطويلة. ولكن هناك أماكن في العالم لا يعمل بها تخزين البيانات السحابية ونقلها بشكل فعّال، مقارنة بالدول المتقدمة”. وأضافت أن هذه الأدوات ليست آمنة دائمًا، مضيفةً: “إنني أستخدم خطّي المشفر الخاص بي عند تدوين الملاحظات، فلا يستطيع أحد غيري فك هذه الرموز”.
ولذلك نصحت سبينر الصحفيين الناشئين بتدوين الملاحظات بخط اليد إذا كانوا يعملون ميدانيًا. وأضافت أنه على الرغم من كون التسجيلات الصوتية دعمًا احتياطيًا جيدًا، “إلا أنّها ليست بديلًا لتدوين الملاحظات يدويًا إن أمكن”.
ومع زيادة عدد الصحفيين الذين ينتجون المحتوى متعدد الوسائط، ينبغي أن يتعلموا كيفية تسجيل المحتوى الصوتي والصور والفيديوهات بشكل أفضل. وتستخدم سبينر الأدوات المدفوعة عند العمل على الأفلام الوثائقية، مثل Otter (للمذكرات الصوتية) وTemi وRev (كلاهما لنسخ الملاحظات الصوتية كتابيًا). كما تستخدم Canva للتصميم المرئي.
وحسب سبينر، فإنّه على الرغم من أنّ الأدوات المذكورة أعلاه قد تساعد في تسهيل بعض جوانب التغطية الصحفية أو تحسينها، إلا أنّ كل هذا سيكون هباءً إذا لم نحسّن المشاكل الأهم التي تعاني منها الصحافة اليوم.
وأوضحت أنّه في عالم مثالي، قد تبني نموذجًا أكثر استدامة للصحافة من حيث توفير إجازات الوالدين وأجور معيشية مقبولة ومستقبل واعد لشباب الصحفيين. وفي الحقيقة هناك الكثير من الأمور التي ترغب أستاذة الصحافة في تحقيقها من دون أي علاقة بالتكنولوجيا. وقالت سبينر إنّ “جميع أدوات المهنة قد تختفي إذا لم نصلح هذا النموذج المعطل الذي خلق فجوات إخبارية في أجزاء كبيرة من البلاد”، مضيفةً أنّ القُراء قد يغفروا لنا أخطاءنا النحوية، ولكنهم لن يغفروا لنا انعدام المصداقية أو التقارير غير المتقنة”.
IJNet