أماني شنينو
تتضاعف مهمة الصحفي في ظلّ الحروب، حيث يُلقى على عاتقه العمل تحت النار الذي قد يتعرض له، وكذلك نقل الحقيقة مع تحري احتياطات السلامة والالتزام بأخلاقيات المهنة.
في هذا المقال، تقدّم شبكة الصحفيين الدوليين إرشادات ومعلومات مهمة للصحفيين العرب الذين يواجهون أو يغطون حروباً ونزاعات في بلادهم.
أولوية التغطية في الحروب
قابلنا المراسل الصحفي هشام زقوت، والذي يعمل في قناة الجزيرة، وقام بتغطية جميع الحروب التي وقعت في قطاع غزة، وأكد أنّ “أولوية التغطية في الحروب وما بعد الحروب أيضًا؛ تكون للإنسان، وبالتالي وجب الاهتمام بالقصة الإنسانية بصورة أساسية؛ لأنها تختصر الوقائع وتبرز الحقائق وتغوص في تفاصيل الأحداث وأحوال الناس وواقعهم وتأثير الحرب عليهم”.
أخلاقيات المهنة وتحدياتها
ويرى زقوت أنّ الاختلاف حول مراعاة هذه الأخلاقيات يبرز ما بين وسائل الإعلام العربية والفلسطينية، قائلًا: “تختلف طبيعة تغطية وسائل الإعلام العربية للحروب في قطاع غزة، فبعضها يفتح تغطية واسعة لأخبار الحرب وتداعياتها على شاشته، ومنها من يعتبر الحرب خبراً كأي خبر يركز عليه تارة ويتراجع إلى آخر النشرة تارة أخرى”.
وتابع: “أما الإعلام الفلسطيني فبات معتاداً على تغطية الحروب وإن كانت وسائل التواصل الاجتماعي تطغى هذه الأيام على التغطية، فسرعتها وتنوعها ومتابعة الصحفيين والنشطاء النشر عليها يجعلها وجهة القراء؛ لذلك فالتغطية الفلسطينية جيدة من حيث المحتوى وتنوعه والبحث عن تداعيات هذه الحروب على السكان تغلب في كثير من الأحيان، ولكن يبقى عدم وجود ضوابط لهذه التغطية”.
“أما المخاطر في غزة خلال الحرب فلا تعد ولا تحصى، ومن الصعب أن نجد طريقة للتعامل معها سوى اتباع إرشادات السلامة، ونحرص أن نلبس ما يشير إلى أننا صحفيون ونكتب ذلك على وسائل الحماية وسياراتنا ومكاتبنا، ونسعى لعدم التحرك إلا في حالات الطوارئ”، بحسب زقوت.
من جهته، شاركنا الصحفي السوداني وائل محمد الحسن الحسين، الذي يعمل مراسلاً لدى التلفزيون العربي ويُغطي أحداث السودان تجربته وقدّم الإرشادات التالية للصحفيين:
- المهنية في المقام الأول وعدم الانجرار وراء السبق الصحفي بدون تحقق من مصداقية الأخبار والمصادر؛ لأن في مثل هذه الظروف تكثر الشائعات التي قد تكون مقصودة لتوجيه الرأي العام أو لتفتيت معنويات الطرف الآخر.
- على الصحفي دراسة الأرض وطبيعة المجتمع وأن تكون جميع خطواته محسوبة، ويعلم الجهات المسؤولة على الأرض بهذه التحركات حتى توفر له الحماية اللازمة وأن يتقيد بتوجيهات السلامة له ولفريقه.
- خلق شبكة علاقات توفر له الحلول والمصادر.
- ارتداء السترة الواقية المميزة للصحفيين وعدم التهاون بإجراءات السلامة.
- تنفيذ تعليمات القوات التي ترافقها من أجل سلامتك وعدم إظهار أي تحيز أو عاطفة يمكن أن تكون سببًا في تعرضك للمخاطر أو تحول دون أداء مهمتك في إيصال المعلومة للجمهور.
- ألا تؤثر ميولك الشخصية على أداء عملك.
تتماهى هذه الإرشادات مع ما النصائح التالية التي قدّمها الصحفي زقوت:
- الانتظار أفضل من نقل معلومة خاطئة.
- الصمت عند تضارب المعلومات.
- عدم الاعتماد على مصادر غير رسمية مثل اللاسلكي أو مجموعات وقنوات وصفحات غير معروف أصحابها ومديريها.
- الصورة بألف كلمة، فالحرص على نشر الصورة يثبت أن الصحفي في الميدان ويعزز مصداقيته.
- ذكر المصادر كلما أمكن ينهي الإشاعة ويحدد مصدر الخبر الأول.
- سلامة الصحفي أهم من الخبر، فاتباع أبسط إرشادات الحماية يحمي الصحفي في أخطر المواقف.
- عمل الصحفيين ضمن مجموعات يشكل عاملاً داعماً على الصعيدين المعنوي والنفسي خلال الحرب، ويساعد في التأكد من المعلومات ومتابعتها للوصول إلى أدق التفاصيل، كذلك يساهم وجودهم معاً في حماية أكبر من الاستهداف لاسيما وأن الغالبية يبثون مباشرة على الهواء.
- المصداقية والموضوعية أساس لأي تغطية.
- يُضاف للحروب العسكرية حرب إعلامية منظمة وتناقل كثيف للمعلومات المضللة والإشاعات، وهذا يلقي بعبء كبير على الصحفيين والنشطاء، لتفادي المعلومات المضللة وفي ذات الوقت نقل الأحداث وتحديث المعلومات بالسرعة التي ينتظرها المتابع.
- لا لصور الجثث والدم.
ثلاث نصائح مهمة من مقال مترجم حول الخيارات الأخلاقية عندما يذهب الصحفيون إلى الحرب:
- لا يجوز للصحفي التوجه إلى منطقة نزاع ومعه سلاح.
- من شأن الصحافة الجيدة أن تقدم رؤىً جديدة وأفقًا للمفاوضات، كذلك الانتباه في استخدام الكلمات والصور يعتبر أمرًا مهماً في الأوقات العادية بحيث لا تحرض على الخوف أو العنف.
- مبدأ حماية المصادر، وهو من المبادئ الأساسية بالنسبة للصحفيين.
IJNet