عبدالرحمن محمود
على وقع تغير متطلبات سوق العمل الحر وزيادة اهتمام الشركات بالترويج لأنشطتها والتعريف بأعمالها، بات بإمكان الصحفيين وخاصة العاطلين عن العمل منهم إجراء “تغيير دراماتيكي” في تسويق أنفسهم وعرض خدماتهم كـ “كاتب محتوى”.
ويمكن تعريف كاتب المحتوى من المهام والخدمات التي يقدمها، بداية من كتابة المحتوى لمنصات التواصل الاجتماعي (تغريدات) وكتابة نصوص وسيناريو الفيديوهات الدعائية بأنواعها وأعمال الموشن جرافيك، بالإضافة إلى كتابة المقالات وإعداد خطط النشر والمشاركة في تنفيذ الحملات التسويقية.
ويعد البناء السليم للمحتوى وتطويره، عاملاً مهما من عوامل الترويج للمشاريع والعلامات التجارية، حيث يمكنها المحتوى النصي من التعريف عن شخصيتها ومجال أعمالها ويضمن مستوى فعالاً من التأثير في جمهورها المستهدف، ومن هنا تبرز أهمية كتابة محتوى احترافي ومتماسكًا ومصقولاً.
ويمكن تقسيم أنواع المحتوى إلى قسمين أساسيين، الأول مرتبط بالمحتوى الكتابي والآخر بالمحتوى الإبداعي، بالإضافة إلى قسم ثالث متعلق بإدارة الحسابات.
يشمل المحتوى الكتابي التقارير السنوية للشركات وإعداد الملفّات التعريفيّة الكتيبات المرجعية الذي يعد الواجهة الأولى للمنشآت سواء الناشئة أو القائمة ويضم عادة رؤية ورسالة وأهداف الشركة وشرح للخدمات التي تقدمها، وكذلك خدمة إدارة محتوى المواقع الإلكترونية.
ويندرج في إطار المحتوى الكتابي كتابة محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يجب أن تتنوع مضامينه وغاياته ما بين محتوى ترويجي تسويقي عن المنشأة أو أحد خدماتها أو منتجاتها بما يدفع المتابع للسؤال عما هو أكثر من المنشور، أو محتوى إخباري يشمل نصيحة أو معلومة أو وصفات، وأخيراً المشاركات التفاعلية التي قد تكون على هيئة سؤال أو مسابقات أو محتوى مضحك.
وتتعدد مجالات كتابة المحتوى لتشمل كذلك إنجاز المحتوى الخاص بالعلاقات العامّة كالعروض التقديمية ومحتوى ورش العمل والندوات، وأيضا صياغة الهوية الكتابية وابتكار الأسماء والشعارات اللفظية للشركات، وأخيراً الترجمة والتحرير والتنسيق ثم التأكد من سلامة النصوص إملائيًا ونحويًا.
أما النوع الثاني الإبداعي، فهو المتعلق بتنفيذ الحملات الدعائية وكتابة السيناريوهات المرئية، وصولاً إلى المجال الثالث المرتبط بإدارة الحسابات والنشر عليها والتفاعل مع جمهورها، بجانب إعداد تقارير الأداء وتقديم الاستشارات الفنية والمراجعات.
نصائح وإرشادات
وفي هذا السياق، تقدم صانعة المحتوى سلمى الجابري عبر سلسلة تغريدات على حسابها بـ “تويتر”، نصائح لإتقان مهارة كتابة المحتوى.
وتؤكد الجابري بدايةً أنّ “كاتب المحتوى هو عنصر أساسي ومحوري في صناعة محتوى مميز، كونه يتولى صياغة الفكرة إلى نص مقروء أو مسموع أو حتى مرئي، ثم من بعده يأتي دور المصمم أو المخرج، أو المسؤول عن المونتاج”. وتربط الجابري تأكيدها السابق بالقول: “يعتمد كاتب المحتوى بالمرتبة الأولى على مهاراته، وعلى قلمه وفكره الحاضر دومًا لذلك أغلب الجهات التي توظف كاتب المحتوى لا تركز على تخصصه الجامعي”.
وتضيف: “الكتابة ملكة، ليس الجميع يستطيعون الكتابة، وليس لها آلية معينة تجعلك كاتب رائع إذا لم تملك روح الكتابة من الأساس، بالإضافة ما يؤهلك لوظيفة كاتب محتوى في أي جهة هي سمعتك ككاتب، جودة محتواك، تميزك بالكتابة عن أي شخص آخر، خبراتك العملية في كتابة وصناعة المحتوى”.
وتنصح الجابري كتّاب المحتوى بالاطلاع الدائم واليومي لكل ما يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي “اقرأ تغريدات الجهات الرسمية والجهات الخاصة، حتى تتعلم كيف تتم كتابة تغريدة تشويقية، وأخرى تسويقية، أو رسمية، ورابعة تفاعلية”.
وتتابع في نصائحها “كتابة المحتوى عمل ممتع، معقد، يتطلب ذهن صافي، وروح تواقة للتجديد بشكل دقيق، والأهم نفس طويل، لأنه سيحدث معك أحيانًا أن تقوم بكتابة محتوى لساعات طويلة، ثم يقرأه العميل ويرفضه، هكذا ببساطة، فتضطر لإعادة كتابته مرة واثنين وأكثر حتى ينال استحسان العميل”.
وتعلق على ما سبق “لهذا السبب فقط عليك أن تكون هادئًا، تتسم بالصبر ومرّن مع أي عميل قد يستنزف كل طاقتك في عمل واحد فقط، لكن في ذات الوقت تستطيع اقناع العميل بوجهة نظرك في المحتوى الذي رفضه إذا كنت مؤمن به”.
ليس دائمًا العميل على حق أو تكون رؤيته سليمة _والحديث للجابري_ “تذكر أنك أنت كاتب المحتوى، أنت المطلع بشكل دقيق على عالم صناعة المحتوى وآخر مستجدات السوق، فالعميل شخص يريد خدمة للتسويق عن جهته أو لمنتجه فقط، حتى لو كان على دراية بالمحتوى أو بالتصاميم، لكنه ليس بخبرتك في هذا المجال”.
وتختم حديثها بثلاثة إرشادات:
- فضاء الانترنت لا حد له، لا تأخذ فكرة من أي كاتب آخر ثم تقوم بتغييرها وتنسبها لك.
- كل عميل هو مسؤوليتك، الفكرة التي تراها غير جيدة، غير مقبولة صرّح بها لا تجامل.
- احرص كل الحرص أن تحتفظ بأعمالك، بروابطها، بصورها، بأي مواد في النهاية تكون نماذج لعملك.
IJNet