علي الإبراهيم
تتطلّب الصحافة الاستقصائية وقتاً يمتدّ لأسابيع أو أشهر وحتى لسنوات في العمل على قصّة مهمّة تحقّق مبدأ المساءلة والدّفاع عن الحقيقة وتحدث تأثيراً كبيراً وتصل إلى شريحة واسعة من الجمهور. ويشير خبراء في مجال التواصل الرّقميّ إلى أنه كلما كان القرّاء أكثر تفاعلاً، كلّما انعكس ذلك على التأثير.
فيما يلي، نقدّم دليلاً للصحفيين والمؤسسات الناشئة التي تحاول الوصول إلى شريحة واسعة من الجمهور أو إيجاد جماهير جديدة للتمكّن من خلق تفاعل حقيقي للقصص.
يُعتبر النشر على منصات إعلاميّة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى إرسال الرسائل البريدية الجماعيّة والنشرات الإخباريّة وتقييم تفاعل المستخدمين، من أبرز الطرق التي يجب أن يأخذها الصحفي بعين الاعتبار لزيادة الجمهور والتفاعل، ولكن على الصحفي في البداية تحديد عدد من النقاط لمعرفة الجمهور المستهدف في التحقيقات الاستقصائية، كالتالي:
- ما هي الفئات العمرية والنوع الإجتماعي للجمهور المستهدف؟
- ما هي أبرز المنصات التي يستخدمها الجمهور؟
- ما هي الدول التي ينتشر فيها المتابعون؟
وبناءً على النقاط السابقة الذكر، يمكن للصحفي أن يحدّد الطريقة المثلى لأفضل منصة لإيصال المحتوى. وفي ذات السياق، ينصح بعض الخبراء الصحفيين بإطلاق نشرات إخباريّة عبر البريد الإلكتروني حول التحقيق الاستقصائي، من خلال إرسال رابط القصة مع شرح مختصر عن المشكلة، والتي يمكن أن تصل لعدد أكبر من الناس.
- ينصح عدد من الخبراء العاملين في هذا المجال من بينهم وحدة التحقيقات الاستقصائية السورية “سراج” باستخدام منصة Substack لإعداد النشرات الإخبارية، كما أنّ MailChimp وRevue من بين المنصات السهلة والمجانية أيضاً للصحفيين.
- إنشاء مجموعة عبر تطبيق “واتسآب” أو “تيليجرام” و”سيجنال”، تضمّ المهتمين بالمحتوى للرد على أسئلتهم وبحثاً عن الموضوعات الجديدة.
- إرسال نسخة من التحقيق لوسائل إعلاميّة لإجراء حلقة نقاشية وبرامج حوارية حول التحقيق، وهذه الخطوة تجلب جمهوراً جديداً وتفتح المجال للنقاش حول مضمون التحقيق مجدداً.
- التواصل مع المنظمات الحقوقية وإرسال رابط التحقيق لنشره واستخدامه في الندوات.
كما يحتوي هذا الدليل المقدم من دليل النشرة الإخبارية على إرشادات سهلة للوصول إلى قوالب يمكن الاستفادة منها لزيادة الجمهور للمؤسسات الصحفية والصحفيين.
من جانبها، تنصح روزالين وارن، وهي مديرة التواصل الرّقميّ لدى الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية، بضرورة ألا يكون التحقيق طويلاً ومعقداً، وأن يتمّ التركيز على زاوية واحدة مدعومة بالأدلة والوثائق، إضافة لاستخدام عناصر الملتيميديا من صور ورسومات وتسجيلات وعناصر بصرية في سرد القصة لتبسيطها وجذب القارئ للمتابعة للنهاية.
وهناك عدد من المواقع التي تساعد الصحفي الاستقصائي في صناعة محتوى من دون أي خبرة سابقة في عالم التصميم والمونتاج لصناعة المحتوى من بينها:
Piktochart: يتيح للصحفي الاستقصائي تحويل البيانات في تحقيقه إلى تصميم إنفوجرافيك مستخدماً العديد من التصميمات المختلفة والقوالب الجاهزة وفي مجالات مختلفة، كما يمكّن الصحفي من إعداد عرض (presentation)بسهولة وبشكل مجاني.
EX.CO: يمكن تحويل المحتوى إلى تجربة تفاعلية عبر هذه المنصة التي يستخدمها عدد من الناشرين حول العالم من أجل جذب الجماهير وتوفير رؤى مفيدة حول الجمهور المستهدف.
ونصحت مستشارة الإعلام الرّقمي ياسمين ناميني في ويبينار حول كيفيّة التّفاعل مع الجمهور من خلال قياس زيادة التفاعل، باستخدام بعض الأدوات مثل:
Facebook Analytics: يقدّم فيسبوك أدوات التّحليل المجانية الخاصة به عندما تدير صفحة عليه.
Google Analytics: تعطي تحليلات جوجل تصوّرات واسعة لعدد الزيارات والجمهور.
وتشير ناميني إلى أنه عند ملاحظة عدد كبير من الزائرين المتفاعلين الذين يقرأون تحقيقاً يتعلق بالفساد، من المهم إضافة روابط إلى مضمون التحقيق الذي يتفاعل معه الجمهور وربطه بالمقالات الأخرى، ممّا سيؤدي إلى زيادة مشاهدات الصفحة، وبالتالي حصول نمو بنسبة 5٪ في مشاهدات الصفحة.
والجدير ذكره أنّه من الضروري دعوة القرّاء إلى إبراز آرائهم وتبادلها حول مواضيع معيّنة، وجعلهم قادرين على التأثير، إذ أنّ بناء ثقة مع المجتمع المتابع يعدّ من أهم أسس العمل الصحفي، ولذلك يترتب على الصحفيين بناء علاقات مع مجتمعاتهم وتشجيعها على الانخراط في صناعة القصص التي يتم العمل عليها عبر اقتراح تغطية مواضيع جديدة أو المشاركة بنقل تجارب شخصية.
وتتطلب عملية قياس ردود الفعل لدى الجمهور أدوات ونماذج إحصائيّة، فعلى سبيل المثال، إذا كانت مؤسستك تستعمل Google Workspace سلفاً، قد تكون Google Forms أسهل أداة، وهي مجانية لاستطلاعات الرأي، وجمع البيانات من زوار موقعك.
كذلك يمكن استخدام بعض البرامج لفهم الجمهور أكثر ومن بينها SurveyMonkey وهي أداة مجانية، تسمح للمستخدمين بإنشاء اسئلة موجهة للجمهور باستعمال مجموعة واسعة من القوالب، ثم مشاركة الاستقصاء عبر البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو QR code، أو صفحات الإنترنت. وتقدّم هذه الأداة تقارير سهلة القراءة والمشاركة حول استجابات الاستقصاء والمراجعة.
IJNet