6 إرشادات للصحفيين لإجراء مقابلات مع الخبراء

6-إرشادات-للصحفيين-لإجراء-مقابلات-مع-الخبراء

داميان رادكليف

خلال عملهم الصحفي، لا سيما أثناء تغطية مواضيع متخصصة، يحتاج الصحفيون إلى إجراء مقابلات مع خبراء والتحدّث مع مجتمع العلماء من أجل الحصول على أدقّ وأفضل المعلومات وإيصالها إلى الجمهور.

وفي هذا الصدد، تحدّث كاتب هذا المقال البروفيسور داميان رادكليف من جامعة أوريجون الأميركية، مع الكثير من الخبراء في الأوساط الأكاديمية ومراكز الأبحاث، وحدّد عددًا من الطرق الرئيسية التي يمكن لبعض الصحفيين الاستعانة بها من أجل الاستعداد لإجراء مقابلات مع الخبراء، والتمكّن من الحصول على محتوى علميّ دقيق.

وغالبًا ما يشكو الخبراء من أنّ الكثير من الصحفيين يدركون النقاط الأساسية التي سيتطرّق لها تقريرهم، ولذلك يطلبون من الخبراء “فقط ملء الثغرات”. وقال الكاتب: “أخبرتني زميلتي هديل أبو حميد مؤخرًا عن تجربتها عندما وجّه الصحفي لها تحديدًا ما هو مطلوب عن تقوله”. أمّا بعض الخبراء الآخرين، فاشتكوا من مبالغة بعض الصحفيين في تبسيط أو تجاهل التفاصيل الدقيقة.

ما سبق ذكره يفرض على الصحفيين أن يكونوا محضرين جيدًا لمقابلة الخبراء وملمّين بما سيقولونه، حتى لا يأخذ الخبراء نظرة سلبية عن الصحفي، الذي يبذل جهودًا لإعداد تقرير علميّ ومهنيّ. ولهذا قدّم البروفيسور رادكليف ست نقاط تساعد الصحفيين في إدارة علاقاتهم بشكل أفضل مع الخبراء وتُحسّن طرق إجراء المقابلات:

أولًا: أن يقوم الصحفي بواجبه

على الصحفي أن يجري أبحاثًا معمّقة عن الموضوع الذي سيتناوله في تقريره، كذلك البحث عن الخبير الذي سيُجري مقابلة معه، تصفّح ملفات التعريف عنه وحساباته وصفحاته على وسائل التواصل الاجتماعي. كما يمكن أن يحدّد الصحفي النقاط المشتركة أو أي أمر مثير للاهتمام أنتجه هذا الخبير مؤخرًا، والحديث عن هذا الأمر كجزء من حديث قصير في بداية الحوار مع الخبير.

والجدير ذكره أنّه كلّما قام الصحفي بأداء واجباته وكان ملمًا بما سيقوله وقرأ المعلومات أكثر قبل إجراء المقابلة، كلما كانت المقابلة مع الخبير ستنجح.

ثانيًا: أن يشرح الصحفي هدفه من البداية

قبل الذهاب إلى مقابلة الخبير، على الصحفي أن يوضح له أثناء التواصل معه عن الموضوع الذي يعدّه وما هي الأهداف التي يريد تحقيقها، إضافةً إلى توجهات الجمهور المتابع واهتماماته. ما يعني أنّه على معدّ التقرير أن يشرح أهداف التقرير وخطّة التنفيذ للخبير كما يفعل عند عرضه على المحرر. وعند إرسال الأسئلة للخبير، يجب وضع الموعد النهائي لتسليم الإجابات، ويساعد الموعد النهائي المصدر على النظر إلى وقته وعمله، وعلى التعرف على مدى عمق الموضوع.

ولكن عندما يُطلب من الصحفي أن يجري المقابلة في غضون ساعتين، فلا يمكنه التعمّق كثيرًا، كما أنّه لن يستطيع كتابة تقريره إن لم يكن قد حدّد الهدف من المقابلة ووضع نهج إعدادها من قبل.

ثالثًا: كتابة المقابلة

عندما تنتهي المقابلة التي تستغرق 30 دقيقة، ينسخ الصحفيون عادة ما بين 4500 و5000 خلال الاستماع إليها، ولكن فقط ما بين 800 و1000 كلمة هي التي تُستخدم في المقال، أي حوالي دقيقتين فقط، ولذلك يجب أن يمتلك الصحفي خبرة في إعداد المقابلات حتى يعرف ذلك، وأن يضع توقعاته للحديث مسبقًا والتحضير مع الخبير قبل المقابلة.

وقال الكاتب: “أجريت مقابلة لمدة 15 دقيقة مع Marketplace Morning Report وهو برنامج مدته ثماني دقائق يُذاع على الإذاعة الوطنية العامة، فاستخدم المعدّون حوالي سبع ثوان فقط من المقابلة، ولو كنت غير مدرك من قبل لمدّة البرنامج لكنت قد انزعجت وفوجئت بما حصل”.

والأمر نفسه عند إجراء المقابلات التي تستغرق 45 دقيقة من أجل أخذ اقتباس واحد (حوالي دقيقتين) عند نشرها مكتوبة، أو عند إجراء مقابلة تلفزيونية لمدة 30 دقيقة ويؤخذ منها مقطعان إلى ثلاثة مقاطع صوتية. وعلى الرغم من أنّ هذا ما يحدث عادةً مع الصحفي خلال إعداد محتواه، إلا أنّ عليه أن يدرك أنّ الشخص الآخر أو الخبير قد لا يعرف قواعد المقابلات، ويجب أن يشرحها له الصحفي.

رابعًا: المصادر من أجل إعداد مقالات جديدة

يسعى الصحفيون للحصول على مصادر موثوقة، تضمّ الأشخاص الخبراء الذين أجريت المقابلات معهم من قبل، والذين يمكن أن يقدّموا حقائق ومعلومات جديدة، لا سيما في أوقات الأزمات. ولذلك يجدر بالصحفيين المحافظة على علاقة جيدة بهذه المصادر، التي يمكن الاستعانة بها من أجل توليد الأفكار وإجراء تقارير عن مواضيع جديدة لم يتطرّق لها أحد من قبل.

خامسًا: التحقق من المعلومات قبل النشر

يطلب الكثير من الخبراء، لا سيما الذين أعطوا مقابلات إعلاميّة للمرة الأولى أن يطلعوا على المقال قبل أن ينشره الصحفي، وهو الأمر الذي غالبًا ما يواجه بالرفض من قبل الصحفيين. ولكن المهم ذكره أنّه لا يوجد ما يمنع الصحفي من التحقق من صحة المعلومات والتحقق من الاقتباسات التي تنسب إلى الخبير قبل نشر المادة الصحفية، لا سيما عندما تكون متعلّقة بموضوع دقيق، وليس للصحفي خبرة فيه.

إذًا، لا يوجد مشكلة بحال عاد الصحفي إلى الخبير ليتأكد من صحة ودقة ما قاله، وهذا ما شاركته أماندا كوت مع الكاتب عندما أوضحت أنّها تحدثت مع عدد من الصحفيين حول المشكلات المتعلقة بالتمييز على أساس الجنس في صناعة الألعاب.

سادسًا: توجّه بالشكر

في الوقت الذي تعاني فيه الصحافة في الكثير من الأماكن من انخفاض في ثقة الجمهور، يجب على جميع الصحفيين أن يعملوا كسفراء للمهنة بشكل أفضل. وإذا خصّص المصدر وقتًا للمقابلة، على الصحفي أن يقدّر ذلك ويشكره، من خلال إرسال رابط التقرير الذي شارك فيها الخبير، ويمكن للصحفي أن يعدّ رسالة ويبقيها كمسودة في بريده الإلكتروني ليُرسلها إلى الأشخاص الذين يجري مقابلات معهم، وهو أمر لن يتطلّب أكثر من دقائق قليلة.

والجدير ذكره في هذا السياق، هو أنّ تلقي الخبير رسالة إلكترونية تتضمّن رابط المقال هي أفضل بكثير من أن يقرأ المحتوى بعدما يصله تنبيه من “جوجل” أو خلال البحث عن الموضوع على الإنترنت، أو عندما يصله المقال من شخص آخر غير الصحفي.

وعلى الرغم من ضغوط العمل والوقت والمهام الكثيرة، لا بدّ أن تتعامل المؤسسات الصحفية مع مجتمع الخبراء بطريقة أفضل، وأن يضع الصحفي نفسه مكان الخبير ويتساءل كيف يرغب بأن يكون التعامل معه. وفي الختام، يجب أن يقرر الصحفيون أن يحسنوا طرق التواصل والتعامل مع المصادر وأن يحافظوا عليها من أجل تنفيذ وتقديم أعمال صحفية ومتخصصة أفضل خلال العام 2021.

IJNet

Exit mobile version