نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة مساء أمس الأحد الموافق 19 مارس 2023، ندوة تحت عنوان “مواجهة التعصب الرياضي” وذلك في إطار مشروع تخرج طلاب قسم العلاقات العامة بعنوان ” رية وسكينة” بإشراف د.إيمان أسامة،والأستاذة رحاب عبد المعز ضمن حملتهم “الرياضة أخلاق ورقي..” وذلك تحت رعاية ا.د محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، وا.د حنان جنيد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة، وتحت إشراف وتنظيم ا.د نرمين نبيل الأزرق رئيس الشعبة الإنجليزية، وا.د داليا محمد عبد الله رئيس قسم العلاقات العامة والإعلان.
واستضافت الندوة عددا من نقاد الإعلام الرياضي والمحللين الرياضيين، ومنهم الإعلامي أحمد الخضري، أحمد عبد الباسط، محمد القوصي، وإسلام الطحاوي مسئول المكتب الإعلامي بفرع اليونسكو بالقاهرة.
بدأت الندوة بالسلام الوطني ثم كلمة تعريفية وترحيبية من طلاب المشروع، حيث أبدى الطلاب سعادتهم البالغة بالضيوف المتحدثين والحضور من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
استهلت فعاليات الندوة بكلمة ترحيبية ألقتها ا.د حنان جنيد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة رحبت فيها بالضيوف والحضور وقالت إن التعصب الرياضي خطر على الدولة ككل مؤكدة أن لهذا التعصب أسبابا من بينها وسائل التواصل الاجتماعي وأنه لابد من التصدي لهذه الظاهرة لما لها من تأثير سلبي على المجتمع المصري وأكدت على ضرورة نشر الروح الرياضية وتقبل الآخر وكل أشكال الرياضة هي مصدر من مصادر الرقي في الدول المختلفة، وإن هذه المشكلة تأتي من الأساس في التنشئة وتقبل الآخر والاختلاف في الرأي واحترام الآخر ولا نقلل من المنافسة، واضافت أن التشجيع لابد أن يكون لائقا دون الخروج عن النص، والأندية والمدارس والجامعات لها دور في الحد من هذه الظاهرة.
وأشارت عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة إلى أن الرياضة أحد أدوات القوة الناعمة التي تروج لصور الدول والشعوب في وسائل الإعلام الدولية وهو ما ينعكس على الدولة وشعبها والروح الرياضية هي أساس المؤازرة والتشجيع، موضحة بأن من أسباب التعصب التنشئة الاجتماعية في الأسرة وأنها هي أساس كل شيء و أن من أسباب التعصب أيضا معالجات القنوات الرياضية وعدم الحيادية.
بدورها، عبرت ا.د نرمين نبيل الأزرق رئيس الشعبة الإنجليزية، في كلمتها عن بالغ ترحيبها الشديد للضيوف وسعادتها البالغة وتشجيعها الدائم لمثل هذه الأنشطة، والتي تأتي تحت رعاية ا.د حنان جنيد عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة بالمشاركة مع قسم العلاقات العامة في الكلية، وتحت رعاية ا.د داليا محمد عبد الله رئيس القسم، موضحة بأن الفاعلية تستهدف تثقيف وتوعية الجمهور بمثل هذه القضايا الحيوية، وأن مشاركة الطلاب في تنظيم مثل هذه الأنشطة يساهم في تنمية مهاراتهم العملية وصقل خبراتهم مما يؤهلهم لسوق العمل ومهارات التواصل والتعامل مع الآخرين.
وأوضحت ا.د نرمين الأزرق في كلمتها الندوة ضرورة وجود ضوابط صارمة لرقابة البرامج الرياضية ومقدمى تلك البرامج سواء كانت تعليقا على المباريات أو استديوهات تحليلية أو برامج حوارية، والتقييم الدائم للأداء ومحاسبة كل من يخرج عن قيم وأخلاقيات الإعلام، وعدم ترك المساحة لسيطرة الإعلان على الإعلام الرياضى سواء فى القضايا التى يطرحها أوالمذيعين والضيوف.
وأكدت رئيس الشعبة الإنجليزية بكلية الإعلام جامعة القاهرة ضرورة تطبيق ضوابط الأخلاقيات الإعلامية بحسم على القنوات التابعة للأندية لمنعها من الخروج عن السياق العام والزامها بالاقتصار فى تناولها على ما يخص النادى الذى تعبر عنه وعدم مهاجمة المنافسين أو تشويهم، كما كان الحفاظ على الذوق العام واحدة من التوصيات التى أكدت عليها الندوة أيضاً لتكون أحد الثوابت فى الإعلام بشكل عام والإعلام الرياضى بصفة خاصة، مؤكدة خطورة التهاون فى المحاسبة على التجاوزات التى تشهدها الساحة الرياضية ومن بينها الإعلام الرياضى وتخلق بيئة تعصب وتثير الفتن بين الشباب وتحول المنافسة الى صراع، والاستمتاع الى معركة، والروح الرياضية الى انتقامية.
بدورها قالت ا.د داليا محمد عبد الله رئيس قسم العلاقات العامة والإعلان أن التعصب الرياضي قديم منذ فترة السبعينيات ولكن لم يكن مثل التعصب في عصرنا الحالي، وأنه مما زاد من التعصب في الآونة الأخيرة مواقع التواصل الاجتماعي وانحدار بعض الإعلاميين وراء عدد المشاهدات حتى ولو كان ذلك سيساعد على نشر وزيادة التعصب، مؤكدة على أن التعصب لابد من مواجهته وأن الدولة المصرية تسعى في هذا الملف وهو ما نراه على أرض الواقع.
وفي كلمته، قدم الإعلامي أحمد عبد الباسط شرحاً تفصيلياً عن مفهوم التعصب وأسبابه والتي تكمن في قلة الوعي الرياضي، وعدم الإلمام الكافي بالمعاني الحقيقية للتنافس الرياضي الشريف، وحب الذات (الأنانية)، والتأثر السريع بالإعلام غير الهادف من خلال أعمدة الكتاب المتعصبين، موضحا بإن التعصب لا يكون صادرا من اللاعبين فحسب، وإنما من الممكن ان يصدر من مختلف أركان اللعبة كالجمهور والحكام والإداريين ورؤساء الأندية والإعلام.
ومن جانبه أوضح الإعلامي والناقد الرياضي محمد القوصي بأن طرق الوقاية من “التعصب” تكمن بتحكيم العقل عند الإقدام على أي تصرف ومعرفة المعاني الحقيقية للتنافس الرياضي الشريف، وان الرياضة فوز وخسارة، والإيمان الكامل بأن الرياضة وسيلة لإسعاد الناس وليس لزرع الأحقاد بينهم، والإدراك بأن الرياضة وسيلة لتكوين العلاقات المتينة بين الرياضيين مما يحقق الأهداف النبيلة للتنافس الرياضي الشريف.
من جانبه، عدّد الناقد أحمد الخضري نماذج رصد حالات التعصب، والآثار السلبية المترتبة عليه، مؤكدا علي دور الأسرة والمؤسسات التعليمية في تحقيق مفهوم التربية الإعلامية ونظريات الإعلام الحديث تهتم بهذا الموضوع من أجل استخدام أفضل لوسائل الإعلام
الجدير بالذكر أن الندوة في إطار خطة التدريب بقسم الإعلام بالكلية، وبالتعاون مع إدارة رعاية الطلاب بالكلية.
ونوه “الخضري” إلى أن هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى نشوء حالة من التعصب الرياضي عند الأفراد، وأهم هذه الأسباب هي تلك الأسباب المُتعلِّقة بالجمهور الرياضي والتي من بينها التصرُّفات التي تسيء إلى رابطة الجماهير في الأندية، وتنشئة الأطفال على التعلُّق بنادٍ مُعيَّن.، الأنانيّة، وعدم قبول الرأي الآخر، أو تقبُّل النقد الإيجابي، ونقص الثقافة الرياضية لدى العديد من المُشجِّعين. قلة وجود القدوة من الإداريّين والرياضيّين في الأندية. حب إيذاء الآخرين، واستغلال اللقاءات الرياضية لتحقيق ذلك، منوها إلى أن من الأسباب المُتعلِّقة بالحالة النفسية والصحية وجود الضغوطات التي يتعرَّض لها الفرد من قِبل المجتمع، والأصدقاء، والأسرة، إلى ممارسة مظاهر لفت الانتباه، والتصرفات الخاطئة التي قد يشعر بأنّها نوع من التنفيس، إضافة إلى تلك الأسباب المُتعلِّقة بوسائل الإعلام والتي قد تزيد من حدّة التعصُّب الرياضي، من خلال التحيُّز لإحدى الفِرق الرياضيّة، أو التقصير في دورها بغَرْس مبادئ الأخلاق الرياضية بين الجماهير.