CAROLINA CAMPOS RUIZ BALDIN
قد يكون تصور مستقبلك كصحفي أمرًا مرهقًا، إذ تخلق التحديات العديدة التي يواجهها العالم الرقمي وقرارات التسريح الأخيرة للصحفيين من قبل مؤسسات معروفة مثل واشنطن بوست، وسي إن إن، وجانييت، وأحدثها NPR، شعورًا بالقلق لدى الصحفيين الناشئين.
“يقول الناس إنّ الصحافة تحتضر، ولكنها ستستمر بشكل ما لأنّ البشر يريدون معرفة ما يحدث حولهم”، هذا ما تؤمن به محررة التقارير الإخبارية السابقة لدى Variety، شاليني دوري.
وفي هذه المقالة، نقدم طرقًا تساعد الصحفيين الناشئين ليكونوا أكثر إنتاجية وإبداعًا، بحيث يميلون أكثر للتميز وحب مهنتهم:
1. عامل سيرتك الذاتية كقصة
الصحفيون ساردون للقصص، وعندما يحين الوقت لسرد قصة حياتك المهنية والتعليمية عاملها كأي قصة أخرى.
وتنصح دوري، التي تقاعدت في أواخر مارس/آذار، بأن تبدأ سيرتك الذاتية بالمعلومات التي ترغب في إبرازها، مثل مقدمة القصة الصحفية، وربما تكون هذه المعلومات متعلقة بتدريب سابق مرتبط بالوظيفة التي تتقدم إليها أو دورة تدريبية حديثة.
وأضافت دوري: “إذا كنت حديث التخرج وكان ذلك هو أكبر إنجازاتك اجعله في المقدمة، وادخل في صلب الموضوع”.
كما شددت دوري على أهمية أن تكون السيرة الذاتية واضحة ومقنعة مثل قصصك الصحفية، وتوضح لصاحب العمل المحتمل أنك تعرف كيف تكتب، مضيفة “مهارة الكتابة هي أول شيء نبحث عنه”.
2. اكتب قائمة بتفضيلاتك
وترى المراسلة التليفزيونية السابقة ومذيعة الأخبار في NBC وCBS، ومالكة شركة التسويق Ascent Storycraft، سيندي زاوسكي، أنّ المرء يحتاج للإلهام لكي يصبح مراسلًا أو كاتبًا، كما ينبغي على الصحفي أن يقرأ كثيرًا وأن يختار بعناية ما يقرأه، وأن يحدد قائمة بالصحفيين والقصص المفضلة لديه، ويدوّن ما يعجبه – سواء الجُمل أو الأسلوب أو البناء – وأن يحاول ممارسة هذه الأمور في كتاباته.
3. أظهر الاهتمام
وترى دوري أنّ الفشل في إظهار الاهتمام الكافي بالوظيفة هو أسوأ خطأ يمكنك ارتكابه أثناء المقابلة الشخصية.
وتتضمن نصيحتها العملية بخصوص هذا الشأن، أن يعرف الصحفي الاسم الصحيح للوسيلة الإعلامية، فعلى سبيل المثال لا يشير إلى Variety باسم The Hollywood Reporter. كما ينبغي على الصحفي أن يُحضّر بعض الأسئلة للمحاور، وأن يقرأ القليل من القصص التي نشرتها الوسيلة الإعلامية، وبمجرد قبوله في الوظيفة، عليه أن يعرب عن رغبته في تأدية المهام.
ومع ذلك، ترى دوري أهمية تحقيق الصحفيين الناشئين للتوازن، ناصحة “لا تعمل لساعات إضافية، ولا تعمل أثناء ساعة تناول الغداء، وخذ كل أوقات الراحة تلك لأنها تنعشك فتعود وتؤدي عملك بصورة أفضل”.
كما يجب على الصحفي التواصل مع الصحفيين الذين يحترمهم والذين ربما يحب العمل معهم يومًا ما. وقالت الكاتبة في Popular Science، أماندا ريد، إنّ “أكثر الأشخاص الذين ساعدوني هم أكثر الأشخاص الذين احترمهم في الصحافة”، موضحة “إنه عمل شاق، ولا يمكننا الاستفادة إلا عن طريق مساعدة بعضنا البعض”.
4. مهمة واحدة
غالبًا ما يُجبر الصحفيون على تقسيم انتباههم بين المهام، ولكن بإمكان تعدد المهام تقليل الإنتاجية وزيادة القلق.
وقالت المؤلفة والمتحدثة الوطنية والمعالجة النفسية في كيب كورال بفلوريدا، جويس مارتر، إنّ العمل على العديد من المهام في نفس الوقت بإمكانه أن يؤدي إلى ارتكاب المحترفين الأخطاء وقضاء وقت إضافي لإصلاحها.
وأشار أستاذ علم النفس بجامعة تورنتو، أوشين فارتانيان، إلى أنّ هذه العادة قد تخلق أيضًا حملًا معرفيًا زائدًا في عقولنا، مما يؤدي إلى الشعور بالقلق والإحباط.
ووجدت دراسة نشرها في الخريف الماضي، أثناء تجربة قامت بمحاكاة الأنشطة التي يؤديها الطيارون، أنّ الأشخاص الذين قاموا بمهام متعددة أظهروا علامات الشعور بالقلق والإحباط بعد انتهاء المهمة أكثر من الذين قاموا بمهمة واحدة.
ولتنمية الحضور (أي أن تكون حاضرًا)، تقترح مارتر أن يدمج الصحفيون في روتينهم عادات تتعلق باليقظة مثل بدء اليوم بعادة صباحية، وتفقد رسائل البريد الإلكتروني في أوقات محددة فقط، وإغلاق الإشعارات أثناء كتابة قصة “حتى لا تدخل أفكار أخرى إلى عقلك”.
كما تنصح مارتر الصحفيين أيضًا بأن يعرفوا حدودهم وأن يضعوا الحدود فيما يتعلق بالعمل مثل عدم تفقد الرسائل النصية أو رسائل البريد الإلكتروني بعد ساعة محددة، موضحة “إذا لم تقم بالاعتناء بنفسك لن تقدم أداءً جيدًا حتى إذا كنت أفضل صحفي في العالم”.
5. استمتع بالحياة
لا يمكن للصحفيين القيام بعمل جيد إذا عاشوا في عزلة، وإذا كان لديهم رغبة في الحصول على أفكار للقصص وامتلاك عين ناقدة والكتابة عن مشاكل مختلفة في العالم، سيحتاجون إلى أن يكون لديهم هوايات وحياة اجتماعية، بما في ذلك صداقات مع غير الصحفيين.
وقالت الكاتبة في ناشيونال جيوغرافيك، راشيل فوبار، إنّه يمكن أن تكون الدردشات غير الرسمية مصدرًا جيدًا لأفكار القصص، موضحة “أحاول دائمًا إبقاء عقلي الصحفي يعمل حتى وإن كنت أتحدث مع أصدقائي وعائلتي”.
وأشار فارتانيان إلى أننا ننتمي إلى مجتمعات مختلفة، وهم زملاء العمل، والجماعات الدينية، وأعضاء الأسرة، والأصدقاء المقربين، والمنظمات الرياضية، وينبغي على الصحفي قضاء المزيد من الوقت معهم جميعًا.
6. ركز على ما يمكنك السيطرة عليه
أنت لا تعرف ما هي وظيفتك التالية، أو ما إذا كنت ستحبها أم لا، أو ما إذا كان الناس سيكونون لطفاء معك أم لا، أو عدد القصص التي ستنشرها.
وبإمكان الضبابية أن تسبّب القلق، الذي يمكنك التغلب عليه باستخدام استراتيجية تتعلق باليقظة تُسمى “التجرد”. وشرحت مارتر أنّه ينبغي على الصحفي التركيز على اللحظة الحالية “بدلًا من اجترار أو انتقاد الماضي أو القلق بشأن ضبابية المستقبل”.
كما ينصح فارتانيان بالتركيز على ما يمكنك القيام به في الوقت الحاضر، وربما يعني هذا بالنسبة للصحفي اتخاذ قرار بشأن الموضوعات التي تحتاج لرصدها، ووضع استراتيجية لتتبعها، وجمع الموجهين، وتطوير المهارات.
وقررت مرشدة الصحفيين الناشئين، ريد، تعلم أساسيات إدارة منصات التواصل الاجتماعي، وتحسين محرك البحث، وWordPress، موضحةً “لا تحتاج لتكون خبيرًا”، ولكن كن منفتحًا بشأن تعلم مهارات جديدة، مع الأخذ في الاعتبار مدى السرعة التي يمكن أن تتغير بها وظائف الإعلام.
7. تعلم احتضان أفكارك
ينبغي على الصحفي أن يأخذ هدنة إذا شعر بأنه عالق، ووفقًا لدراسة أخرى من إعداد فارتانيان، تحتوي كل عملية إبداعية على أربع مراحل: الإعداد، والاحتضان، والبصيرة، والتحقق.
وتبدأ مرحلة الاحتضان بعد تحديد المشكلة التي تحتاج حلها (سواء كانت فكرتك أو ورقتك البحثية)، وخلال هذه المرحلة قد يساعدك ابتعادك قليلًا عن القصة.
وأوضح فارتانيان: “لا يعني عدم تفكيرك في القصة بشكل مباشر أن عقلك لا يعالجها على مستوى مختلف”.
وتنتهي مرحلة الاحتضان بلحظة البصيرة، وقال فارتانيان إنّ الابتعاد عن القصة لبعض الوقت “يسمح للأمور التي بدت غير ذات صلة بالمشكلة في البداية بأن تدخل في حيز اهتمامك، وإذا أمسكت بهذه الأمور قد تكون هي اللبنات الأساسية للحل”.
8. أنشئ نظامًا ثابتًا للمعلومات
ينبغي على الصحفي أن يقرر أسماء المؤسسات الإعلامية التي يريد قراءتها يوميًا ومقدار الوقت الذي سيقضيه في قراءة كل موقع.
وتتفقد الكاتبة المتخصصة في الشؤون الثقافية، هانا جاكسون، مواقع متعددة عن ثقافة البوب يوميًا إذ إنّها تقدم لها “إطارًا عقليًا”، عندما تقدم أفكارًا للقصص كونها كاتبة مستقلة متخصصة في الثقافة. وقالت: “أُعطي أولوية للمواقع التي تعجبني وأمتلك علاقات مع المحررين”.
كما أنشات فوبار نظامها الخاص، ولكن على خلاف جاكسون، فهي كاتبة موظفة في ناشيونال جيوغرافيك ومتخصصة في شأن محدد، ولهذا فهي تقرأ المحتوى المتخصصة والدراسات العلمية.
9. لا تتحدث.. أنصت
وقالت دوري إنّها استغرقت الكثير من الوقت لتتعلم أنّ بإمكانها الحصول على اقتباسات أفضل بمجرد الاستماع إلى من تحاورهم.
وتنصح الصحفيين بطرح أول سؤالين في المقابلة ثم التزام الصمت، مختتمةً “اصمت أثناء المقابلات، فإذا التزمت الصمت ستحصل على معلومات أكثر بكثير من الشخص الآخر”.
شبكة الصحفيين الدوليين