قد يعاني الكثيرون من تشتت الوعي وتشوش المعرفة نتيجة لعدة عوامل أبرزها الممارسات غير المهنية لكثير من وسائل الإعلام في منطقتنا العربية، وهو ما يؤثر سلبًا على قدرة الجمهور على تكوين قناعات موضوعية عن ما يدور حوله من أحداث والفاعلين فيها، وقدرته على تقييم أداء الحكومات والمسؤولين، ومن ثم يؤثر في اختياراته وممارساته العامة.
يلتزم ”مؤشر مهنية وسائل الإعلام“ بتقديم تقييم مهني وموضوعي حول المؤسسات الإعلامية العربية (المحلية والإقليمية) الأكثر انتشارًا، ليتمكن الجمهور من تكوين قناعته حول مدى مصداقية ما تقدمه تلك المؤسسات، ومدى التزامها بالمعايير المهنية والقواعد الأخلاقية.
فضلًا عن تقييم المواد الأكثر قراءة على منصات تلك المؤسسات، والتأكد من أن الأخبار المنشورة تلتزم بالمعايير المهنية العالية والقواعد الأخلاقية للنشر، وهل يمكن للجمهور أن يثق بها أم لا.
يعمل مؤشر مهنية وسائل الإعلام على تقييم مدى تطبيق المؤسسات الإعلامية العربية (المحلية والإقليمية) للقواعد المهنية والمبادئ الأخلاقية اللازمة، والتي تشمل شفافية المؤسسة مع الجمهور، ومدى تطبيق المؤسسة لقواعد المسائلة الداخلية، والسلوك المهني والأخلاقي للمؤسسة على الشبكات الاجتماعية، ومدى التزام ميثاقها التحريري بالمبادئ المهنية العالية والتي تشمل (الدقة – الموضوعية – النزاهة والإنصاف – عدم الانحياز – حقوق الإنسان- القواعد المهنية للتعامل مع المصادر).
يركز المؤشر في تقييم محور شفافية المؤسسات الإعلامية على عدة نقاط، وهى:
إعلان ملاك المؤسسة، وإعلان الهيكل التحريري، وإتاحة التواصل مع إدارة التحرير، وإعلان مصادر التمويل التي تزيد عن 5٪ من تمويل المؤسسة، وكذلك الإعلان عن العقود الإعلانية والشراكات مع أي جهة مهنية أو تجارية أو سياسية أو حكومية.
لماذا يجب أن تلتزم المؤسسات الإعلامية بالشفافية؟
التزام المؤسسة الإعلامية بالشفافية بشأن مصادرها وتمويلها وإجراءاتها التحريرية، يمنح الجمهور سببًا للثقة في أنها تقدم معلومات دقيقة وموضوعية وغير منحازة.
وتلعب شفافية المؤسسات الإعلامية دورًا مهمًا في دعم الديمقراطية من خلال تزويد الجمهور بالمعلومات التي يحتاجها لاتخاذ قرارات سليمة، وتسمح للجمهور بتقييم المعلومات التي تقدمها المؤسسات الإعلامية واتخاذ قرارات بشأن ما إذا كانت موثوقة أم لا.