مصطفى فتحي _ شبكة الصحفيين الدولية
الحرب ليست مجرد خبر عاجل على شاشات القنوات الإخبارية، هي شعور هلع يبقى للأبد في قلوب كل من عاشوا تفاصيلها، هي قصص إنسانية تستحق أن تروى. وهناك كتب عديدة نجحت في أن تنقل لنا تفاصيل الحروب والأزمات الإنسانية التي تخلفها، ومنها كتب بتوقيع مراسلين ميدانيين، كتبوها بلغة تمزج ما بين الصحافة والأدب.
شبكة الصحفيين الدوليين ستأخذكم في جولة للتعرف إلى مجموعة من أهم تلك الكتب التي تستحق أن يقرأها الصحفيون، ورغم أن جميعها تحمل وجهة نظر كاتبها، إلا أنها على الأقل ستساعدكم في فهم الحرب وأزماتها الإنسانية بصورة أكثر عمقًا، وربما تجعل تغطيتكم للحروب أقوى، ومليئة بحكايات البشر والأمل أيضًا.
على الخط الأمامي: التغطيات الصحفية المجمعة لماري كولفين
ليس مجرد كتاب! إنه مجلد ضخم يضمّ حوالى 100 تغطية صحفية كتبتها ماري كولفين، الصحفية الأميركية التي غطت الشؤون الخارجية لصحيفة “صنداي تايمز” البريطانية لمدة 27 عامًا. تقريبًا لا يوجد صراع مسلح في الشرق الأوسط منذ العام 1985 لم تغطه كولفين من قلب الحدث.
يعد مجلد “على الخط الأمامي: التغطيات الصحفية المجمعة لماري كولفين” أقرب لمرجع صحفي مليء بالقصص الإنسانية، إذ كانت كولفين تركز في عملها أكثر على ضحايا الحرب والأحداث المحيطة بها. قُتلت كولفين في العام 2012 أثناء تغطيتها للحرب السورية.
يمكن التعرف أكثر على ماري كولفين وعلى تجربتها الصحفية الملهمة من خلال هذا الموقع باللغة العربية.
الحرب العظمى من أجل الحضارة: غزو الشرق الأوسط
روبرت فيسك
امتلك المراسل روبرت فيسك خبرة كبيرة بمنطقة الشرق الأوسط، وموهبة كتابة أدبية، مع أسلوب باحث تاريخي متميز، وفي كتابه “لحرب العظمى من أجل الحضارة: غزو الشرق الأوسط“، نتعرف على تحليله لأهم صراعات المنطقة.
فيسك، الذي عاش في الشرق الأوسط وقدم تقارير عن المنطقة منذ العام 1976، لصحيفة التايمز ثم لصحيفة الإندبندنت، امتلك معرفة عميقة بتاريخ المنطقة، مما سمح له بمناقشة الإبادة الجماعية للأرمن قبل 90 عامًا وتدمير جنين عام 2002، وساحات القتال في العراق.
قدرة فيسك المميزة على الوصف العميق هي ما يجعل هذا الكتاب الضخم فريدًا من نوعه. تحتوي بعض الفصول على روايات مفصلة عن التعذيب والقتل، والتي قد يميل القراء الأكثر حساسية إلى تخطيها، لكن هذه المشاهد لها ما يبررها في الكتاب الضخم، والذي يقول فيه فيسك: “الحرب لا تتعلق في المقام الأول بالنصر أو الهزيمة، بل تتعلق بالموت وإيقاعه”.
يمكنكم التعرف أكثر على النسخة الإنجليزية من هذا الكتاب من هنا، ويمكنكم شراء نسخة عربية مترجمة منه من هنا.
صحفيون على خط النار: حرب المعلومات والممارسات الصحفية
هوارد تمبر وفرانك ويبستر
هذا واحد من أفضل وأهم الكتب التي تناولت تغطية الصراعات في عصرنا الحالي من ناحية صحفية. في كتاب “صحفيون على خط النار: حرب المعلومات والممارسات الصحفية“، يقترب المؤلفان هوارد تمبر وفرانك ويبستر من عالم الصحفيين الذين يغطون الصراعات والحروب والموجودين في الخطوط الأمامية، ويلعبون دورًا رئيسيًا في حرب المعلومات، فهم مسؤولون عن تقديم تغطيات للصراعات لجماهير يعيشون في جميع أنحاء العالم وكل معلوماتهم عن تلك الصراعات يحصلون عليها من هؤلاء الصحفيين.
يسلط الكتاب الضوء على السمات المركزية للتقارير الإعلامية في الصراع المعاصر في عصر الصحافة المتعددة الجنسيات والإنترنت والهواتف الذكية والأقمار الصناعية. يعتمد الكتاب على أكثر من خمسين مقابلة مطولة أجراها المؤلفون مع مراسلي الخطوط الأمامية، ويسلطون الضوء على دوافع ومخاوف وممارسات أولئك الذين يعملون على الأرض، أو كما يعرفها الكتاب “الصحافة تحت النار”.
تكمن أهمية هذا الكتاب بأنه موجه في الأساس للطلاب الجامعيين وطلاب الدراسات العليا والأكاديميين والباحثين في مجالات الصحافة والدراسات الإعلامية والاتصالات والعلاقات الدولية ودراسات الحرب.
يمكنكم التعرف أكثر على الكتاب وأقسامه وتحميل جزء مجاني منه من هذا الرابط.
المراسِلات: ست كاتبات في الخطوط الأمامية للحرب العالمية الثانية
جوديث ماكريل
لا توجد كتب كثيرة تناقش نضال النساء في عالم الصحافة، لكن هذا الكتاب يفعل ذلك بمهارة شديدة. تروي لنا صفحات الكتاب التاريخ المثير غير المروي لمجموعة من المراسلات البطلات اللواتي أحدثن ثورة في نقل أحداث الحرب العالمية الثانية، بداية من مارثا جيلهورن، زوجة إرنست همنغواي، إلى لي ميلر، عارضة غلاف مجلة “فوغ” التي تحولت إلى مراسلة حربية.
على الخطوط الأمامية للحرب العالمية الثانية، كانت الصحفيات يخضن معركتهن الخاصة بشجاعة. بعدما مُنعن من دخول مناطق القتال وواجهن تحيزات عنصرية وقيود بيروقراطية.
نتعرف من خلال كتاب “المراسِلات: ست كاتبات في الخطوط الأمامية للحرب العالمية الثانية” على حكايات ست نساء مميزات تتشابك حياتهن مع مهنهن، ومنهن مارثا جيلهورن، التي حصلت على السبق الصحفي قبل زوجها إرنست همنغواي حين قررت السفر خلسة على متن سفينة تابعة للصليب الأحمر، ولي ميلر، التي انتقلت من كونها عارضة أزياء على غلاف مجلة فوغ إلى المراسلة الحربية الرسمية للمجلة، وسيغريد شولتز، التي أخفت هويتها وخاطرت بحياتها من خلال تقديم تقارير، وفيرجينيا كاولز، التي كانت كاتبة عمود صحفي للأخبار الخفيفة لتتحول إلى مراسلة حربية، وكلير هولينجورث، أول صحفية إنجليزية تنشر أخبارًا عن الحرب العالمية الثانية، وهيلين كيركباتريك، أول امرأة تقدم تقريرًا من منطقة حرب الحلفاء بامتيازات متساوية مع الرجال.
هذا باختصار كتاب ملهم عن مراسلات ميدانيات شجاعات خاطرن بحياتهن من أجل السبق الصحفي.
يمكنكم التعرف أكثر على هذا الكتاب من خلال هذه المراجعة.
نساؤنا في الأرض
زهرة حنكير
لكن ليس الصحفيات الأجنبيات هن فقط من ناضلن من أجل السبق الصحفي، في عالمنا العربي تجارب مماثلة، يعرفنا عليها كتاب “نساؤنا في الأرض”، الذي أعدته الصحفية اللبنانية الأصل زهرة حنكير، والذي يوثق قصص صحفيات عربيات أثبتن تميزًا وشجاعة في مناطق الصراع الأكثر خطورة في العالم.
يجمع الكتاب حكايات 19 صحفية من عالمنا العربي حققن نجاحًا في مجال الصحافة، ومنهن السورية زينة رحيّم، التي استخدمت كاميرتها لنقل الأخبار المؤلمة من حلب في أسوأ فتراتها، والفلسطينية جاين عراف وتجربتها في التغطية الصحفية واليمنية أميرة الشريف الشهيرة بعملها في توثيق حياة النساء اليمنيات.
يوثق الكتاب تجارب صحفيات من مصر وفلسطين والسودان والمغرب وليبيا والعراق وسوريا واليمن، ويقدم لنا نظرة إنسانية عن عملهن وعن جرأتهن وشجاعتهن.
يمكنكم التعرف أكثر على الكتاب من خلال هذه المراجعة.
دليل الإعلام الحربي: 75 قاعدة
محمد العرب
تأتي أهمية كتاب “دليل الإعلام الحربي: 75 قاعدة“، في أنه يقدم لنا خلاصة تجارب المراسل الحربي البحريني محمد العرب في تغطية الحروب والأزمات والكوارث الطبيعية طوال 25 سنة قضاها في العمل الميداني، ويمكننا اعتباره دليلًا عصريًا للعمل الصحفي الميداني وقواعد السلامة والأمان والتميز في مجال تغطية الحروب.
يقدم الكتاب نصائح عديدة للتعامل مع أغلب الظروف التي يمكن أن تواجه الصحفيين في الميدان، والقواعد الصحفية المهنية التي يجب أن يلتزموا بها خلال تغطياتهم.
وقضى محمد العرب سنوات عديدة من عمره المهني في العمل الميداني، في أفغانستان، وباكستان وبورما وفلسطين والعراق والصومال والسودان واليمن، وكذلك أحداث “الربيع العربي”.
ويقول العرب في مقدمة كتابه إنه يهدف ليستفيد من كتابه كل إعلامي قرر خوض تجربة التغطية الحربية.
يمكنكم الحصول على نسخة من الكتاب من هنا.
المراسل الحربي: الإعلام الحربي والتغطية الإعلامية
كاظم عيدان شديد
يمكن اعتبار كتاب “المراسل الحربي: الإعلام الحربي والتغطية الإعلامية” أقرب لدليل سيفيد أي صحفي شاب يرغب في أن يكون مراسلًا حربيًا ذات يوم، يعتمد الكتاب على تجارب مراسلين حربيين على خط النار، كانوا في الخطوط المتقدمة، وكأنهم جندي لديه مهمة مختلفة، وهي نقل الحقيقة بالصوت والصورة.
يشرح الكتاب الذي أعده الدكتور كاظم عيدان شديد، الدور الإعلامي للقنوات الفضائية الإخبارية في زمن الحرب، وكيف تؤثر أجنداتها وتوجهاتها في نقل الحقيقة بشكل حيادي، وكيف يمكن للمراسل الحربي أن يكون مهنيًا وينقل كل ما يحدث على الأرض بشكل محترف وفي الوقت نفسه يحمي نفسه خلال الحروب.
يمكنكم الحصول على نسخة من الكتاب من هنا.