في عالم الصحافة الاستقصائية، تعتبر فنون المقابلة الصحفية من الأدوات الأساسية التي تمكن الصحافي من استخلاص المعلومات الدقيقة وتحليل الظواهر والأحداث بعمق وموضوعية. من خلال هذا المقال، سنستعرض ست تقنيات أساسية يمكن تطبيقها لضمان إجراء مقابلات فاعلة وتحقيق نتائج مثمرة في مجال التحقيقات الاستقصائية.
1. التحضير الشامل للمقابلة
يُعد التحضير المسبق للمقابلة من أهم الخطوات التي يجب اتخاذها. يتضمن ذلك دراسة خلفية الموضوع، وتاريخ الشخص المُستجوَب، والوقائع المتعلقة بقضية التحقيق. يجب على الصحافي تجميع كافة المعلومات والوثائق التي تساعد في توجيه أسئلة دقيقة ومحددة تتناول جوانب القضية المختلفة بشكل شامل.
2. استخدام أسلوب الأسئلة المفتوحة والمغلقة
تعد الأسئلة المفتوحة الباب للحوار وتشجع المُستجوَب على الحديث بتفاصيل أكثر، في حين تُستخدم الأسئلة المغلقة للحصول على إجابات محددة وواضحة. يجب الموازنة بين النوعين خلال المقابلة بما يتلاءم مع سياق الاستجواب والمعلومات المطلوبة.
3. بناء الثقة مع المُستجوَب
من الضروري أن يشعر المُستجوَب بالثقة والأمان خلال المقابلة مع الصحافي. تقتضي هذه الثقة استخدام لغة جسد متفهمة ومهادنة، واتباع أسلوب حواري هادئ وصبور، بالإضافة إلى إظهار الاحترام والتقدير لوقت وخصوصية المُستجوَب.
4. التحكم في إيقاع المقابلة
يجب أن يتمتع الصحافي بمهارة التحكم في إيقاع المقابلة، بحيث يتمكن من إدارة الوقت، واستغلال اللحظات المناسبة لطرح الأسئلة الحرجة أو العميقة دون الإخلال بجو الثقة المبني مع المُستجوَب.
5. استخدام تقنيات الاستماع الفعّال
الاستماع الفعّال يعني الانتباه ليس فقط للكلمات التي ينطق بها المُستجوَب ولكن أيضًا لغة جسده ونبرة صوته. يتضمن الاستماع الفعّال إظهار الاهتمام والتعاطف، وتجنب المقاطعة, واستخلاص الفهم الكامل لما يقصده المُستجوَب.
6. التوثيق الدقيق خلال وبعد المقابلة
من الضروري تسجيل كافة تفاصيل المقابلة وتوثيقها بطريقة دقيقة. يشمل ذلك الاحتفاظ بملاحظات مكتوبة، وتسجيلات صوتية أو مرئية إذا أمكن، والتأكد من صحة النقاط الرئيسية المطروحة, والمعلومات المقدمة من المُستجوَب قبل نشرها.
إتباع هذه التقنيات يضع الصحافي في موقع القوة ويجعل المقابلة الاستقصائية أداة هامة في كشف الحقائق وتسليط الضوء على الجوانب الخفية من القصص والأحداث، مما يسهم في إثراء المحتوى الإعلامي وصقل عملية التحرير الصحفي بشكلٍ يتناسب مع المعايير الصحفية والأخلاقيات المهنية.