İda Özkan
شهدت أسعار كتب الإعلام والصحافة في تركيا ارتفاعًا ملحوظًا خلال العقد الماضي، حيث تضاعفت بمقدار عشر مرات. ورغم هذا الارتفاع، لا تزال هذه الكتب تحظى بإقبال كبير، إذ بيع منها في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 نحو 1,128 نسخة في المتوسط عبر إحدى منصات البيع الإلكترونية.
الكتاب الأكثر مبيعًا في هذه الفئة هو “كرداشيني دوغورماك” للكاتبة بشرى ساناي، بينما تصدّر الصحفيان باريش بَهلَفان وباريش تَركُغلو قائمة أكثر الكتّاب مبيعًا. وتعليقًا على هذه الظاهرة، يقول باريش تركغلو:
“الجمهور يعبر عن استيائه بطرق مختلفة، ومن بينها قراءة الكتب التي توثق واقع المرحلة. لذلك، لا يقتصر دور القارئ على اقتناء هذه الكتب فحسب، بل يتبناها كأنها جزء من هويته.”
ارتفاع الأسعار بين 2015 و2024
من خلال تحليل بيانات 50 كتابًا متخصصًا في الإعلام والصحافة، تبيّن أن الكتب التي كانت تُباع بمتوسط 18 ليرة تركية في عام 2015، وصل سعرها في 2024 إلى 185 ليرة. كما أظهرت البيانات أن الكتب الأكثر مبيعًا خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2024 كانت كالتالي:
📌 “كرداشيني دوغورماك” – بشرى ساناي: 9,308 نسخ
📌 “SS: سليمان صويلو” – باريش بَهلَفان وباريش تَركُغلو: 4,876 نسخ
📌 “محرم” – باريش بَهلَفان وباريش تَركُغلو: 4,722 نسخ
أما الكتاب الأكثر مبيعًا في عام 2015، فكان “التلفزيون: متعة قاتلة” للكاتب نيل بوستمان، وهو عمل أكاديمي يناقش تأثير التلفزيون على الوعي الاجتماعي.
لماذا يزداد الإقبال على هذه الكتب؟
يرى الصحفي باريش تَركُغلو أن الإقبال على كتب الصحافة لا يقتصر فقط على قيمتها الفكرية، بل يعكس أيضًا تفاعل الجمهور مع الأحداث السياسية والاجتماعية، حيث أصبحت هذه الكتب تمثل وسيلة للتعبير عن المواقف والآراء. ويضيف:
“نرى أشخاصًا يتابعون كتبنا عن كثب، يأتون بتوصيات وإضافات، بل إن بعضهم يذهب إلى المكتبات ليطالب بعرضها في أماكن بارزة. إنهم لا يشترون الكتب فقط، بل يتبنونها وكأنها مهمتهم الشخصية.”
تحديات النشر وارتفاع التكلفة
رغم هذا الإقبال، يواجه قطاع النشر في تركيا تحديات كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف الطباعة والتوزيع. ويوضح تَركُغلو:
“الورق مكلف، الطباعة مكلفة، التخزين والنقل مكلفان، وحتى المحلات التجارية التي تبيع الكتب تعاني من ارتفاع التكاليف. النتيجة النهائية هي أن الكتاب أصبح منتجًا مكلفًا.”
ويشير إلى أن الأزمة الاقتصادية تجبر البعض على تأجيل شراء الكتب، وهو أمر يؤثر سلبًا على الناشرين والكتّاب. لكنه يظل متفائلًا بأن الكتاب سيظل جزءًا مهمًا من المشهد الثقافي، طالما استمر القراء في البحث عن الحقيقة والوعي.
ختامًا
يبدو أن ارتفاع أسعار الكتب لم يمنع القراء في تركيا من متابعة أحدث الإصدارات الصحفية، خاصة تلك التي تعكس الواقع السياسي والاجتماعي. فرغم الأزمات الاقتصادية، يظل الكتاب الصحفي وسيلة مهمة لنقل الحقيقة، والتعبير عن المواقف، وكشف تفاصيل المشهد العام، ما يجعل الإقبال عليه أكثر من مجرد شراء، بل تبنّيًا لمهمة ورسالة.