
حول منصات الإقتصاد التشاركي وريادة الأعمال
- دينا فرحان
- المدونة
يقوم العالم الآن من حولنا بتطبيق فكرة أو نظام المشاركة الاقتصادية أو التعاونية Sharing Economy والتي تعنى مشاركة الأفراد أو المؤسسات لبعضهم البعض في إنتاج أو توزيع أو استهلاك مواردهم سواء سلعية أو خدمية، أى أن كل فرد قادر على تبادل وتشارك الأخر فيما يمتلكه والتي تعتبر في نظر البعض غير ذي جدوى. ويرتبط هذا النظام الاقتصادي إلى حد ما بفكرة المشاركة المجتمعية بين الأفراد خاصة وقت الأزمات حيث تتكاتف الفئات والجماعات بين بعضهم البعض لتحقيق المنفعة العامة لمجتمعهم ولوطنهم.
ويرجع ظهور هذا المصطلح إلى حدوث الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008 وما صاحبها من حالة الركود العالمي، وبالطبع كان لشبكات الإنترنت والهواتف المحمولة أثر على نمو هذا النظام وترويجه من خلال ما يسمى بالاقتصاد التشاركي القائم على المنصات الالكترونية، حيث توفر هذه المنصات العديد من المميزات منها: قله التكلفة وتحقيق عائد أو ربح كبير وسهولة الاستخدام والكفاءة والراحة.
وتتنوع هذه المنصات من صفحات أو مجموعات تابعة لمواقع التواصل الاجتماعي إلى مواقع أو تطبيقات مستقلة بذاتها، تقدم سلع أو خدمات أو مهارات ومن أمثلتها:
- أوبر وكريم Uber & Careem: يستطيع الفرد من خلال هذه التطبيقات تقديم خدمة التوصيل باستخدام سيارته الخاصة به.
- بينك تاكسى Pink Taxi: تاكسي خاص بالسيدات فقط.
- ايربنب Airbnb: وهى منصة تتيح عرض منزلك أو غرف منه للإيجار.
- تاسكتى Taskty: والذي يوفر كل الخدمات التي يحتاجها المنزل سواء أعمال نظافة أو صيانة.
- أو ال اكس Olx: منصة لبيع كل الأغراض الشخصية أو التجارية.
- كاوتش سيرفيتج Couchsurfing: منصة لعرض غرف بمنزلك لاستضافة الأفراد من جميع أنحاء العالم.
إلا أن هذه المنصات الالكترونية للاقتصاد التشاركي لا تتوقف عند هذا الحد بل هناك العديد من المجالات الأخرى مثل: الاستشارات القانونية أو الرعاية الصحية أو الخدمات التمويلية أو السياحية وغيرها، مما يعنى إمكانية تفعيل هذه المنصات لإنشاء شركة خاصة يقوم الفرد بإدارتها وتحقيق عائد مالي منها، وهو ما ينقلنا بالتبعية إلى مفهوم ريادة الأعمال.
ويتلخص مفهوم ريادة الأعمال في خلق مشروع يقدم منتج أو خدمة تؤثر على المجتمع بشكل ايجابي من خلال التفكير في حل مشكلة أو انتهاز فرصة أو احتياج في السوق الاقتصادي معتمدا على سمات المبادرة والمخاطرة وانتهاز الفرص والإقناع، ولا سيما في ظل انتشار المواقع والتطبيقات الالكترونية المتعددة أصبح من الممكن تغيير مسارك المهني إلى رائد من رواد الأعمال. ويحظى هذا المفهوم باهتمام كبير من قبل الحكومة المصرية لتشجيع العمل الحر وتوفير الحاضنات اللازمة والوسائل التحفيزية له، فقد أوصى مؤتمر أفريقيا 2017 -تحت رعاية رئيس جمهورية مصر العربية- بتنفيذ برامج محفزة لريادة الأعمال وتبنى مبادرات لتمويل المشروعات والشركات الناشئة لزيادة مشاركة الشباب بالإضافة إلى تمكين المرأة في كافة مجالات النشاط الاقتصادي.
ومن ثم شركتك الخاصة قد تكون بين يديك تتصفح أعمالها وتجنى ثمارها بمجرد لمس أصابعك لشاشة هاتفك فلا تتردد في تحويل نمط استخدامك لهاتفك المحمول من الترفيهي إلي الربحي بأي فكرة أو سلعة، فما هو غير مجدي لك قد يكون هام لغيرك .... وما هو كم مهمل الآن قد يكون مثمرا غدا.