نظّمت شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ندوة فكرية وتدريبية بعنوان “أدوات الكتابة والنقد الفني “، استضافت خلالها الناقدة والأكاديمية الدكتورة عبير صلاح الدين، أستاذة النقد الفني بأكاديمية الفنون في القاهرة، بحضور عدد من الصحفيين والمبدعين من دول عربية مختلفة، بينهم الأردن، مصر، سوريا، وتركيا.
افتتح اللقاء الإعلامي أبوبكر إبراهيم أوغلو، رئيس الشبكة، مؤكداً أن الهدف من الندوة هو تعزيز مهارات الصحفيين في تناول الأعمال الفنية والدرامية بطريقة احترافية تجمع بين التحليل الموضوعي والمعرفة الفنية، معلناً عن دورة تدريبية مرتقبة في هذا المجال بالتعاون مع جامعة إسطنبول الحكومية.
وفي مداخلتها، شدّدت د. عبير على أن النقد الفني ليس رأيًا شخصيًا، بل علم وفن قائم على أدوات تحليلية ومعرفية، موضحة أن الناقد هو “المحقق” الذي يكشف أسرار العمل الفني ويشرح رسالته الجمالية، مع ضرورة التمييز بين الانطباع الشخصي والمقال النقدي المنهجي.
تطرقت الندوة إلى مفاهيم أساسية، أبرزها:
- الفرق بين الكتابة الصحفية الفنية والنقد الأكاديمي.
- أهمية الإلمام بالمدارس النقدية وتاريخ تطورها.
- ضرورة تفكيك عناصر الصورة المرئية، مثل اللغة، الأداء، الإخراج، والديكور.
- تأثير غياب النقد الحقيقي في تشويه وعي الجمهور.
- خطورة الإنتاج الفني التاريخي غير الدقيق، خاصة في ظل ضعف الوعي العام بمصادر المعرفة التاريخية.
وشهدت الندوة تفاعلاً واسعاً من المشاركين، الذين قدّموا تجاربهم وأسئلتهم، كما ناقشوا أمثلة من أفلام ومسلسلات أثارت الجدل بسبب التناول التاريخي أو الرمزي، مثل “الحشاشين”، “المهاجر”، وأعمال يوسف شاهين.
وفي ختام اللقاء، شددت د. عبير على أهمية دعم الصحفيين للتدريب المتخصص في كتابة النقد الفني، وأشارت إلى أن المقال النقدي الاحترافي هو رسالة بحد ذاته، يسهم في تطوير الذائقة العامة والارتقاء بمستوى الإنتاج الإبداعي في الوطن العربي.