دمشق – وكالات
قال الرئيس التنفيذي لشبكة محرري الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أبوبكر إبراهيم أوغلو، إن تفكيك خطاب الكراهية لم يعد ترفًا فكريًا أو شعارًا أخلاقيًا، بل ضرورة وطنية ومجتمعية ملحّة، تتطلب من الإعلام الانتقال من موقع نقل الانقسام إلى دور فاعل في إعادة بناء الوعي الجمعي وتعزيز الثقة بين مكونات المجتمع.
وجاءت تصريحات إبراهيم أوغلو خلال مشاركته في الندوة الحوارية التي استضافتها الأكاديمية السورية للتدريب في دمشق، والتي ناقشت دور الصحفيين والإعلاميين في مواجهة الخطاب التحريضي المنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، وأثر الإعلام في تشكيل الذاكرة الجمعية والمساهمة في بناء الدولة على أسس المواطنة والعدالة والوحدة الوطنية.

وتناولت الندوة، التي حملت عنوان «تأثير الإعلام على الذاكرة الجمعية وخطاب الكراهية»، مسؤولية الإعلاميين كنخب مؤثرة في المجتمع، ودورهم في تفكيك السرديات الإقصائية، والحد من الاحتقان، وإعادة توجيه الخطاب العام نحو قيم التعايش والسلم الأهلي، بما يواكب تحديات المرحلة الانتقالية.
وأكد رئيس مجلس هيئة ميثاق شرف الإعلاميين السوريين، أكرم الأحمد، أن الإعلام كان أحد الأدوات الأساسية التي استُخدمت لعقود في تشويه الذاكرة الجمعية السورية، من خلال تهميش الرموز الوطنية الجامعة، وقمع الحريات، وبناء خطاب يقوم على التخويف والإقصاء، ما أسهم في تعميق الانقسام وتآكل الثقة المجتمعية.
وفي سياق متصل، حذّر الأحمد من التداعيات الخطيرة لخطاب الكراهية، التي تشمل إدامة الصراع، وعرقلة المصالحة الوطنية، وإضعاف مؤسسات الدولة، إضافة إلى آثار نفسية واجتماعية طويلة الأمد، مشددًا على ضرورة التصدي لهذه الظاهرة بخطاب إعلامي مهني ومسؤول.
ودعا إبراهيم أوغلو، في مداخلته، إلى توسيع نطاق هذه الندوات لتشمل فئات مهنية ومجتمعية متعددة، واقترح تشكيل لجنة مشتركة تتحرك في مختلف الجغرافيا السورية، بهدف ربط أواصر المجتمع، وتقليل الاحتقانات، والمساهمة في بناء دولة جامعة تقوم على الشراكة والعدالة واحترام التنوع.

من جانبه، نوه الإعلامي والمدرب حسام نجم بأهمية هذه الندوات بوصفها مساحة حقيقية لتبادل الرؤى والخبرات، وتعزيز الخطاب الإعلامي المسؤول، وبناء بيئة إعلامية أكثر وعيًا وانفتاحًا، قادرة على الإسهام الإيجابي في مسار التعافي المجتمعي وبناء الدولة.
















