بيان MENA Edıtors
في ظل مشهد إنساني مأساوي تتساقط فيه أرواح الأبرياء تحت وابل القصف، وتُرتكب فيه جرائم حرب بحق المدنيين العزّل في فلسطين، لا يليق بالضمير الحي أن يصمت، ولا يجوز للصحافة الحرة أن تُكمّم أو تُشترى بثمن التمويل المشروط.
في شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال إفريقيا MENA Editors Network ، نؤمن أن حرية الصحافة ليست حيادًا أمام الجريمة، وليست صمتًا أمام القهر، بل هي موقف واضح… انحياز تام للعدالة والكرامة الإنسانية.
ورغم محاولات قوى التأثير فرض الصمت مقابل الاستمرار، تبقى هناك نماذج مضيئة تذكّرنا بأن الفرد، حين يتحرر من الخوف، يستطيع أن يُغيّر.
من بين هذه النماذج المشرفة، المهندسة المغربية ابتهال أبو السعد، التي اختارت التخلي عن منصبها الرفيع في شركة تكنولوجيا عالمية، حين رأت أن الصمت شراكة في الجريمة. وأثبتت أن القيم لا تُساوَم، وأن كلمة الحق أعلى شأنًا من أي موقع أو مكسب.
إن الصحافة اليوم تعيش لحظة اختبار حقيقي، وسط ضغوط هائلة من مؤسسات كان يُفترض بها أن تحمي الحقوق، فإذا بها تتراجع أمام اعتبارات السياسة والمصالح.
ومن هنا، فإن كلمتنا هذه ليست مجرد بيان… بل دعوة مفتوحة للمراجعة والوقوف مع الذات. دعوة لأن نصطف جميعًا حيث ينبغي: إلى جانب الحقيقة، لا التبرير… إلى جانب الإنسان، لا الجلّاد… إلى جانب المبدأ، لا المكاسب.
فلنُجدّد العهد بحمل راية الصحافة الحرة، التي لا تُروَّض، ولا تُشترى، ولا تخضع للإملاء.
فالاستقلالية ليست ترفًا ولا شعارًا، بل هي جوهر الصحافة الحقيقية، وشرط لبقائها حرة، واعية، فاعلة.
ولأن التاريخ لا يرحم من سكت أو تواطأ، فإنه يخلّد من قاوم الظلم بالكلمة، ومن وقف في صفّ القيم حين صمت الآخرون.
إبراهيم أوغلو
المدير التنفيذي
شبكة محرري الشرق الأوسط وشمال إفريقيا